- بعد هيمنة المنتخبات الألمانية والإيطالية على الساحة الأوروبية طوال القرن العشرين، أصبحت إسبانيا وفرنسا الأكثر نجاحاً في البطولات الكبرى خلال العقود الأخيرة
يستعد المنتخب الفرنسي لمواجهة نظيره الإسباني في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 الثلاثاء 9 يوليو في ميونخ، في لقاء يُشكل حدثاً تاريخياً جديداً بين المنتخبين اللذين يملكان سجلاً حافلاً في البطولة، حيث حصدا معاً خمسة ألقاب.
ويسعى المنتخب الإسباني للانفراد بالرقم القياسي بعدد الألقاب الذي يتشاركه حالياً مع ألمانيا (3 ألقاب لكل منهما)، وذلك بعد إقصائه لألمانيا في ربع النهائي. في المقابل، يمكن للمنتخب الفرنسي معادلة الرقم القياسي إذا تمكن من الفوز باللقب للمرة الثالثة.
وبعد أن ظلت المنتخبات الألمانية والإيطالية مهيمنة على الساحة الأوروبية طوال القرن العشرين، أصبحت إسبانيا وفرنسا الأكثر نجاحاً في البطولات الكبرى خلال العقود الأخيرة. فمنذ فوز فرنسا بكأس العالم عام 1998، لم تشهد سوى أربع نهائيات من أصل 13 بطولة كأس عالم أو كأس أوروبا غياب أحد المنتخبين.
وحققت إسبانيا لقب يورو مرتين (2008 و2012) وكأس العالم مرة واحدة (2010)، بينما فازت فرنسا باللقب العالمي مرتين (1998 و2018) وكأس أوروبا مرة واحدة (2000).
ورغم تصدر فرنسا قائمة هدافي كأس العالم 2022 بـ16 هدفاً، لم تسجل أي هدف من اللعب المفتوح في نصف نهائي كأس أوروبا 2024. اكتفى كيليان مبابي بتسجيل هدف واحد من ركلة جزاء، وعانى من إصابة في الأنف أجبرته على ارتداء قناع واقٍ، أما الهدفان الآخران فكانا عكسيين.
ودافع مدرب فرنسا ديدييه ديشان عن مبابي قائلاً لقناة “تي إف 1” الفرنسية إن المهاجم “صنع التاريخ بالفعل.. وهو يريد أن يصنع المزيد من التاريخ”. وتابع: “كيليان موجود هنا، حتى لو لم يكن جاهزًا بنسبة 100%”.
في المقابل، يعاني الدفاع الإسباني من غيابات مؤثرة، حيث سيغيب داني كارفاخال وروبان لو نورماند عن نصف النهائي بسبب الإيقاف. ومن المرجح أن يحلّ خيسوس نافاس (38 عاماً) مكان كارفاخال، مما يضعه في مواجهة سرعة مبابي الخيالية.
ويُظهر اللقاء بين ديشان ودي لا فوينتي تناقضاً في فلسفتي اللعب. ديشان، الذي قاد فرنسا إلى النهائي الثالث من البطولات الأربع الكبرى الأخيرة، يفضل الاستقرار الدفاعي والالتزام الصارم بالهيكلية. على الجانب الآخر، يترك دي لا فوينتي الحرية للاعبيه، ويشجعهم على اللعب بأريحية حتى لو ارتكبوا الأخطاء.
ورغم تسجيلها ثلاثة أهداف فقط، لم تتلق فرنسا سوى هدف واحد في البطولة حتى الآن، وهو ما يعكس قوة دفاعها.
ويبرز رودري، لاعب وسط إسبانيا، كأحد أهم اللاعبين في فريقه، مقدماً السيطرة والهدوء في وسط الملعب، بينما يشكل نغولو كانتي جزءًا أساسيًّا من التألق الفرنسي، حيث يظهر في جميع أنحاء الملعب لإيقاف الهجمات. ويظهر كانتي، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في أول مباراتين لفرنسا، أنه لا يزال ينتمي إلى النخبة الدولية بعد عامين من الغياب.