- ازداد عدد الأقمار الصناعية النشطة إلى أكثر من 15000 قمر صناعي
قال رئيس قسم الفيزياء جامعة البلقاء التطبيقية البروفيسور علي الطعاني إن الأرض شهدت في شهر مايو الماضي من هذا العام، أكبر مناورة جماعية للأقمار الصناعية في التاريخ بسبب عاصفة شمسية قوية.
وأشارت البيانات الرصدية من الأشعة تحت الحمراء والتي أخذت من مركبة الفضاء TIMED التابعة لناسا، أن أكثر من 5000 مركبة فضائية وقمر صناعي اضطرت لتغيير مسارها للحفاظ على ارتفاعها وتجنب الانجذاب نحو الأرض نتيجة للعاصفة الجيومغناطيسية التي دفعت الأقمار نحو الأسفل، مما كان يمكن أن يؤدي إلى تحطمها في الغلاف الجوي.
والعاصفة الجيومغناطيسية تعني انبعاث كتلي إكليلي ورياح شمسية محملة بالطاقة- مصدرهها سطح الشمس، تضرب الغلاف الجوي الارضي.
وتابع الطعاني:”كانت أغلب الأقمار الصناعية المتأثرة هي أقمار ستارلينك التابع لشركة سبيس إكس. ولكنها كانت مزودة بأجهزة استقبال GNSS وقدرات ذاتية لتجنب الاصطدام، مما مكنها من تنفيذ مناورة تلقائية عند استشعار تأثير العاصفة”.
ويعود السبب الرئيسي لهذه المناورة بسبب الزيادة المفاجئة في حجم الغلاف الجوي الأرضي، الذي امتص كمية هائلة من الطاقة من العاصفة الشمسية، مما أدى إلى انتفاخه وزيادة حجمه، وبالتالي زيادة قدرة سحبه للأقمار نحو الأرض حسب الطعاني.
وبلغت ذروة قوة العاصفة 2.6 تيراوواط،، وهي كمية طاقة تكفي لتشغيل منزل لمدة 10 ملايين سنة.
ويذكر أن هذه العواصف الشمسية ليست جديدة، فقد حدثت عواصف مشابهة في الماضي، مثل عواصف الهالوين عام 2003. في ذلك الوقت، كان عدد الأقمار الصناعية أقل بكثير (أقل من 1000 قمر صناعي)، مما جعل تأثير العاصفة أقل خطورة ولم يتطلب مناورة جماعية كبيرة كما حدث في مايو الماضي.
وقال الطعاني إن العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت في ايار مايو كانت جزءًا من الدورة الشمسية رقم 25، وكانت أول عاصفة شمسية كبيرة تضرب الأرض في عصر الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التي تهيمن عليها الأقمار الصناعية التجارية الصغيرة.
ومنذ إطلاق أقمار ستارلينك في عام 2019، ازداد عدد الأقمار الصناعية النشطة إلى أكثر من 15000 قمر صناعي، مما يجعل المناورات الجماعية تحديًا كبيرًا لمشغلي الأقمار.
وتشير الاحصائيات الى ان هناك اكثر من 900 قمرصناعي جديد يطلق كل عام.
ومن المتوقع أن تتكرر مثل هذه العواصف الشمسية الكبيرة كجزء من الدورة الشمسية 25، والتي بدأت في عام 2022 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2025.
ويشار إلى أن الدورة الشمسية هي فترة تتكرر كل 11 عامًا تقريبًا وتشهد تزايدًا ونقصانًا في النشاط الشمسي. وذروة الدورة الشمسية 25 تُظهر نشاطًا متزايدًا في البقع الشمسية والتوهجات الشمسية، مما يزيد من احتمال حدوث أحداث شمسية قوية.