- سباق في ذروته بين الخيارات السياسية والعسكرية
- المنطقة تدخل مرحلة تأهب على وقع انتظارَات متوالية
ساعات قليلة فاصلة ومفصلية عن لقاء الدوحة يوم الخميس، في ظل تخبط ناجم عن سلسلة مواقف متناقضة بين الحضّ على استعار حرب في غزة وحكما على جبهة المساندة الجنوبية، وبين تلك التي تدعو إلى لجم “إسرائيل” بعد اغتيال قائد حماس السياسي اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وعلى وقع التحذيرات التي تصل إلى لبنان يبدو أن حزب الله يتأنّى في حسم ساعة الصفر تاركا الاحتلال في أعلى مستوى من الجهوزية.
على مبدأ الانتظار بلا سقف زمني، تسير المنطقة وفي مقدمتها لبنان.
انتظار مصير مفاوضات وقف إطلاق النار، وانتظار الرد الإيراني ورد حزب الله، وانتظار رد فعل الاحتلال والتداعيات المنتظرة على مستوى المنطقة على وقع رفع سقف التهديدات الاسرائيلية ومستوى الجهوزية العسكرية خصوصا على الحدود الشمالية.
تقول مصادر مطلعة لالمشهد المعاصر إن حزب الله تلقّى رسائل من جهات عديدة تدعوه إلى تأجيل الردّ إلى ما بعد الخامس عشر من آب/أغسطس، لكي لا يتهم بعرقلة المفاوضات.
لكن المصادر ذاتها تنقل عن الحزب تقييمه بأن مجزرة الاحتلال في مدرسة التابعين في غزة دليل قاطع على رفضِه كل الحلول والصيغ الدبلوماسية.
وهنا تفيد معلومات “المشهد المعاصر” بأن الحزب تلقى رسائل تحذيرية من الأمريكيين، مفادها أن لدى الاحتلال بنك أهداف جاهز في حال كان ردّه قوياً وأدى إلى قتل إسرائيليين أو إصابة مواقع استراتيجية أو مرافق عامة.
من هذا المنطلق يتوقع حزب الله استمرار التصعيد. وتقول مصادر قريبة منه إنه لم يقدّم أي جواب حول موعد رده على استهداف الضاحية، مع تأكيدات بأن الردّ ثابت ولا تراجع عنه.
وهكذا تبقى الكلمة للميدان وفي عهدة قادته لاختيار الهدف وتحديد ساعة الصفر.
ويسرّ مصدر لالمشهد المعاصر بأن كل ما يشاع عن تأجيل الرد بانتظار المفاوضات ليس دقيقاً خصوصا أن الحزب لا يعقد أي رهانات على أي مفاوضات مع نتنياهو.
أما بالنسبة إلى الردّ الإيراني، فيبدو بحسب مراقبين أنه يجري ضمن معادلة “الذبح بالقطعة”؟؟؟، وأخذ الوقت الذي يرونه مناسباً لتنفيذ ردهم. وتحت هذا العنوان تتسارع وتيرة المفاوضات الأمريكية مع إيران على قاعدة تأجيله أو تخفيفه أو جعله رداً أمنياً لا عسكرياً كبيراً.
وفي استعادة سريعة فإن رد إيران على استهداف قنصليتها في دمشق جاء بعد أسبوعين بإطلاق ظهران ما يزيد عن ثلاثمئة طائرة من دون طيار وصاروخ صوب كيان الاحتلال في هجوم وصف بالمحسوب والمدروس خصوصا أنه لم يحدث أضراراً كبيرة توازي ضربة القنصلية.
واستبق ذلك الهجوم إغلاق الأجواء على امتداد شرق المتوسط، فيما بدا وكأنه ترتيب ضمني مسبق بين الأعداء.
هي ساعات من الترقب واللعب على حبال المفاوضات والتهديدات والتحذيرات لتجنب الحرب الشاملة.