أدت الحرائق المستعرة في شمال البرتغال إلى مقتل سبعة أشخاص خلال بضعة أيام، بينهم ثلاثة من عناصر الإطفاء الذين لقوا حتفهم، الثلاثاء، أثناء محاولتهم إخماد حرائق الغابات التي اندلعت منذ نهاية الأسبوع الماضي. وذكر أندريه فرنانديز، قائد الحماية المدنية الوطنية، أن الإطفائيين الثلاثة، وهما امرأتان ورجل، حوصروا بالنيران بالقرب من منطقة نيلاس في فيسيو.
وتكافح فرق الإطفاء، التي يبلغ عددها نحو 4200 عنصر، للسيطرة على نحو 50 حريقاً مدفوعاً برياح قوية. وقد أُصيب حوالي خمسين شخصاً بجروح أو حروق جراء هذه الحرائق.
وأشار ماريو سيلفستر، مسؤول في الحماية المدنية، إلى أن الجبهة الأكثر خطورة تتركز في مجموعة من أربعة حرائق بمحيط إجمالي يزيد عن 100 كيلومتر في منطقة أفيرو الشمالية، مع استمرار تهديد القرى المجاورة، ما دفع السلطات إلى تنظيم عمليات إجلاء خلال الليل.
وأفادت السلطات مساء الاثنين بأن الحرائق دمرت حوالي 10 آلاف هكتار من الغابات والمساحات المغطاة بالشجيرات في بلدات أغويدا وألبيرغاريا أفيليا وسيفير دو فوغا وأوليفيرا دي أزيميس، وهو ما يعادل المساحات المحترقة منذ بداية الصيف.
ومع تفاقم الأوضاع، مُددت “حالة التأهب” حتى مساء الخميس في النصف الشمالي من البلاد، حيث تظل مخاطر اندلاع الحرائق في أقصى مستوياتها. وقد لجأت البرتغال إلى آلية الحماية المدنية الأوروبية للحصول على دعم إضافي، بما في ذلك ثماني طائرات قاذفة للماء، واستجابت كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان لهذا الطلب.
وتغطي سحب الدخان الكثيفة المناطق المتضررة، فيما تملأ رائحة الحرائق الأجواء. ويشير المختصون إلى أن النصف الشمالي من البرتغال شهد يوم الاثنين أسوأ الظروف الجوية المساعدة على انتشار الحرائق منذ عام 2001، مما أدى إلى اندلاع حوالي 160 حريقاً، بعضها امتد ليجعل السيطرة على النيران شديدة الصعوبة.
وأكد خوسيه ميغيل كاردوسو بيريرا، الباحث في مركز دراسات الغابات بجامعة لشبونة، أن الجفاف الشديد والحرارة المرتفعة أديا إلى جفاف الشجيرات والأعشاب بالكامل بحلول سبتمبر، مما يجعل أي إهمال يزيد من احتمالية اندلاع حرائق ضخمة. ويرى الخبراء أن موجات الحر والجفاف المتزايدة، والتي تؤدي إلى حرائق الغابات، هي نتيجة لتغير المناخ.