نشر :
منذ 29 دقيقة|
- داء النغف الجلدي ينجم عن ذبابة الدودة الحلزونية
أكدت وزارة الصحة المكسيكية، الجمعة، تسجيل أول إصابة بشرية بداء النغف الجلدي الناجم عن ذبابة الدودة الحلزونية، في حالة أثارت مخاوف من عودة انتشار هذا الطفيلي “آكل اللحوم” إلى شمال أمريكا اللاتينية بعد سنوات من السيطرة عليه.
وأوضحت الوزارة أن المصابة امرأة تبلغ من العمر 77 عامًا، من بلدة أكاكوياجوا في ولاية تشياباس جنوب البلاد، مشيرة إلى أن حالتها مستقرة وتخضع للعلاج بالمضادات الحيوية.
ويُعد داء النغف من الأمراض الطفيلية الخطيرة، حيث تتسبب إناث ذباب الدودة الحلزونية بوضع بيوضها في الجروح أو الفتحات المفتوحة للجلد، لتفقس لاحقًا إلى يرقات تحفر في الأنسجة الحية وتتغذى عليها، مسببة إصابات مؤلمة قد تؤدي إلى الوفاة، ولا يتوفر حتى الآن علاج معروف للقضاء التام على الطفيلي.
وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فقد ارتفعت معدلات الإصابة بهذا الطفيلي منذ عام 2023، وانتشرت من بنما إلى كوستاريكا، نيكاراغوا، هندوراس، غواتيمالا، والآن المكسيك، وسط مخاوف من توسع نطاق تفشيه.
وأشارت تقارير علمية إلى أن ذبابة الدودة الحلزونية تضع قرابة 300 بيضة دفعة واحدة، وقد تضع آلاف البيوض خلال دورة حياتها التي تمتد بين 10 و30 يومًا، بينما يمكن لجرح صغير كقرصة قراد أن يجذب هذه الذبابة لتبدأ الإصابة.
وتُعد هذه العدوى من أكثر الإصابات المؤلمة، إذ تهاجم اليرقات النسيج الحي بفكوك معقوفة حادة، ما يؤدي إلى تعمق الجرح وتوسع الالتهاب، ويجعل المريض عرضة للعدوى البكتيرية. ووفقًا لدراسة موسعة لمنظمة الصحة العالمية، تصل معدلات الوفيات في الحالات البشرية إلى نحو 3%.
وتعود جذور هذا الطفيلي إلى أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي، وسبق أن كلّف مربي الماشية في جنوب الولايات المتحدة خسائر سنوية قاربت 100 مليون دولار في منتصف القرن العشرين، قبل أن تنجح برامج التعقيم والحد من التكاثر في القضاء عليه بشكل شبه كامل بحلول منتصف الثمانينيات.
وفي ضوء عودة الحالات، دعت وزارة الزراعة الأميركية أصحاب الحيوانات الأليفة إلى مراقبة جروحها بعناية، والانتباه لأي علامات على وجود بيض أو يرقات، خصوصًا في المناطق المتقيحة أو المتورمة.
ويخشى خبراء من أن يؤدي الانتشار المتسارع إلى تهديد الصحة العامة والثروة الحيوانية في المنطقة، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء انتشار هذا الطفيلي الخطير.