رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز
نشر :
منذ ساعة|
اخر تحديث :
منذ ساعة|
اسم المحرر :
اسماعيل السيلاوي
- الرزاز: عملية التحديث السياسي جاءت من قناعة وطنية عميقة
- الرزاز: السابع من أكتوبر غيّر العالم… ونحن بحاجة لمشروع عربي جامع لمواجهة الأطماع الإقليمية
اعتبر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز أن عملية التحديث السياسي والديمقراطي لم تُفرض على الأردن، بل جاءت من قناعة وطنية عميقة، لكنها تتطلب “نفَساً طويلاً ومراجعة مستمرة للذات”، معتبراً أن البداية المثلى كان يجب أن تنطلق من قاع الهرم، أي من المواطن نفسه.
وشدد الرزاز على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها “قاعدة صلبة في وجه أي سيناريو مزعج”، مؤكداً أن هناك محاولات صهيونية ممنهجة لبث الفرقة داخل المجتمعات، وأن التصدي لها مسؤولية فردية وجماعية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فرأى أن التحديات لا تقتصر على تداعيات السابع من أكتوبر، بل تعود إلى ما قبل ذلك، خصوصاً في ملف البطالة وتراجع الفرص أمام الشباب، داعياً إلى تعزيز الشراكات العربية في مجالات التشغيل والمياه والطاقة، باعتبارها مجالات تواجه تحديات وفرصاً في آنٍ واحد.
ودعا إلى الاستثمار في التعليم، لا بوصفه تلقيناً بل كأداة لبناء وعي حقيقي، قائلاً: “علينا أن نعلم أبناءنا كيف يواجهون المخاطر ويفهمون التحديات”، مشدداً على أهمية دعم البحث العلمي وتأسيس مؤسسات بحثية قادرة على مواكبة التحديات، على غرار التجربة الإسرائيلية في هذا المجال.
أكد الرزاز أن أحداث السابع من أكتوبر تركت تأثيراً عميقاً على العالم بأسره، قائلاً: “من منا لم يتغير بعد السابع من أكتوبر؟ حياتنا، مواعيدنا، وسلوكياتنا تغيّرت. وأنا شخصياً لست بخير منذ ذلك اليوم”.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة حوارية بعنوان “السابع من أكتوبر وما بعد السابع من أكتوبر”، حيث استعرض التحولات الإقليمية والدولية التي تبلورت في أعقاب الحرب في غزة، وانعكاساتها على المنطقة والعالم.
وفيما يخص المشهد الإقليمي، شدد الرزاز على وجود ثلاث قوى فاعلة اقتصادياً وعسكرياً هي: إيران وتركيا وكيان الاحتلال الإسرائيلي، لكل منها مشاريعها، وسط غياب مشروع عربي جامع، محذرا من وضع هذه المشاريع في سلة واحدة، مؤكداً أن “الكيان الصهيوني يشكل الخطر الحقيقي والمحدق بمستقبل المنطقة”.
وحول الملف السوري، أعرب عن عدم وضوح المآلات، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان، معتبراً أن “الأردن بحاجة إلى درع شرقي يحميها من التفتت”.
وقال الرزاز إن الولايات المتحدة فشلت خلال العقدين الماضيين، سواء في عهد بايدن أو ترمب، في احتواء صعود الصين، مضيفاً: “نحن مقبلون على عالم متعدد الأقطاب، يختلف عن عالم الثنائية القطبية الذي ساد في الحقبة السابقة بين واشنطن وموسكو”.
وأشار إلى أن السياسة الأمركية بدأت بالتحول من “القوة الخشنة” التي لم تنجح في العراق وأفغانستان، إلى أدوات “القوة الناعمة”، من خلال الضغط على المنظمات الدولية ووقف الدعم عنها.
وعن الأردن، قال الرزاز إن المملكة، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغوط السياسية، حافظت على مواقفها الثابتة، مؤكداً أن “اللاءات الملكية الثلاث” كانت واضحة وصريحة، مضيفاً: “كنت حاضراً في الغرف المغلقة مع جلالة الملك، وكانت المواقف المعلنة تُناقش بذات الحزم داخلها، دون تنازل عن الثوابت”.