تزايد ظاهرة الهجرة السرية بواسطة الدراجات المائية من المغرب إلى أوروبا

23 يونيو 2024آخر تحديث :
fbpx

مرصد مينا

تشهد المغرب زيادة كبيرة في ظاهرة الهجرة غير الشرعية بواسطة الدراجات المائية “جت سكي” والتي تتم عبر سواحل البلاد باتجاه “الحلم الأوروبي”.

وخلال الفترة الماضية، غزت عروض الهجرة بواسطة هذه الدراجات صفحات ومجموعات ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب،

وسبق أن أصدرت الحكومة المغربية خلال السنوات الماضية، قراراً بحظر استعمال الدراجات المائية في أغلب مدن شمال البلاد، كجهة طنجة-تطوان الحسيمة، تفاديا لاستعمالها في الهجرة غير النظامية، والاتجار بالبشر والمخدرات.

وبين من يختارون ركوب “قوارب الموت”، فإن آخرين لجأوا إلى استخدام الدراجات المائية.

ويكون ذلك إما من خلال دفع مبلغ باهظ لسماسرة “الحريك” أو يتوجهوا لوسطاء افتراضيين يساعدونهم على عبور سواحل المغرب عبر تلك الدراجات في وقت وجيز دون أن يفقد أحد حياته بطريقة بشعة، حسب رأيهم.

في هذا السياق، قال وسيط افتراضي واسمه المستعار مصطفى في حديث لموقع “قناة العربية” إنه يستخدم حسابات وهمية على فيسبوك يجددها كل فترة، ليكون “في مأمن” عن السقوط في قبضة الشرطة.

وأشار إلى أنه يشترط على الراغبين في الهجرة التواصل معه هاتفيا للتنسيق، مضيفاً أن “هذا النوع من الدراجات يكون محملا بتطبيق تحديد الموقع، لأنه بدون ذلك لا يستطيعون تحديد لا جنوب ولا شمال إسبانيا. وفور وصولهم يتخلصون من الدراجة المائية أو يتصلون بالشرطة الإسبانية لإنقاذهم”.

وتبلغ تكلفة هذه الرحلة بواسطة الدراجات المائية ما بين 6 و 8 آلاف دولار، يدفع قبل العملية، والمبلغ المتبقي يدفعه أقارب المهاجر بعد وصوله إلى إسبانيا.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه تلك الصفحات والمجموعات والحسابات تزايداً كبيراً يوماً بعد يوم في عدد متابعيها، ممن يبحثون عن وسطاء ينشطون في تنظيم الهجرة السرية عبر الدراجات المائية، من السواحل الشمالية للمغرب نحو أوروبا.

قانونيا، يقول محام وخبير في الهجرة الدولية، صبري الحو، إن “تحيين القوانين وتشديد وسائل المراقبة لم يكن عائقاً أمام ارتكاب الفعل المجرم والإقدام عليه لأنه مخالف للقانون”.

أضاف: “بل إن الفاعلين يجيدون فن تجديد وسائل ارتكابه، من خلال التحايل على القوانين وكيفية تجاوز وسائل المراقبة بالتخفي أو التمويه”.

وغالبا ما تنطلق تلك الآليات من سواحل طنجة، قاصدة ملقا أو قادس، أو من سبتة باتجاه الجزيرة الخضراء، لقرب المسافة عمليا بين سواحل بين المغرب وإسبانيا عند تلك النقاط.

جدير بالذكر أن محاولات الهجرة نحو إسبانيا عبر الدراجة المائية انطلاقا من المغرب تتم في العادة في فصل الصيف مع هدوء الأمواج، وتكون الرحلة من خلالها سريعة لكن خطورتها لا تقل عن القوارب، فضلا عن أن الرحلات السرية عبر ” جت سكي” تحتاج إلى مبلغ كبير لتأمين ثمن الدراجة التي قد تنقلب في أي لحظة في عرض البحر حتى في حال كانت الأمواج هادئة.

الاخبار العاجلة