المشهد المعاصر | القصة الحقيقية لصفحة “المشعوذ الإلكتروني” الذي أثار الجدل في الأردن

6 يوليو 2024آخر تحديث :
المشهد المعاصر | القصة الحقيقية لصفحة “المشعوذ الإلكتروني” الذي أثار الجدل في الأردن
  • إحدى ضحايا صفحة الشعوذة في الأردن تروي لالمشهد المعاصر تفاصيل ما جرى

بعد أن أثارت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لشخص امتهن أعمال السحر والشعوذة جدلا كبيرا بين الأردنيين، عقب نشر صور ومقاطع فيديو لأشخاص لجأوا له، سلطت المشهد المعاصر الضوء على القضية المثيرة والتي تسببت بإثارة حالة من التوتر والقلق لدى الضحايا وعائلاتهم، الذين تم التشهير بهم على مواقع التواصل الاجتماعي. 



وأسدلت إحدى الضحايا الستار عن حقيقة المشعوذ الإلكتروني وما الذي أجبرها للتواصل معه وكيف جذبها للجوء له والوقوع  بفخ الابتزاز. 

وقالت إحدى ضحايا التشهير الأخيرة، في حديث لبرنامج نبض البلد على المشهد المعاصر، إنها لم تذهب لساحر أو مشعوذ ولم تلجأ لمثل هذه الأساليب، مؤكدة أنها شاهدت إعلان ممول على فيسبوك بحساب يدعى “أم الأمان للعلاج بالقرآن”، وتواصلت معه وخلال الحديث اعتقدت أن من يدير الحساب امرأة. 

وأضافت أنها استفسرت في شهر نيسان الماضي عن آيات قرآنية فيما يتعلق بتعسر الأحوال بالنسبة للعمل وعدم الراحة النفسية، مشيرة إلى أن الطرف الآخر بدأ بالحديث والاستفسار عن أمور شخصية وخاصة بعد أن تابع حسابها وعرف معلومات عنها، الأمر الذي أدى إلى اعتقادها بأن من يتحدث “شيخة وتعرف بأمور كثيرة”.



وأوضحت الفتاة، أن الشاب الذي ذكر اسمه ووضعت صورته بجانب صورتها على منشور التشهير الذي شاهده العديد مؤخرا، تم البحث سحب صورته من حسابه على فيس بوك ودمجها بصورتها بزعم أنها تريد عمل سحر له. 

التهديد والابتزاز

وتابعت قائلة: “بعد ذلك قام بتصميم المنشور وارساله لي وقال “إذا ما دفعتي لي 3 آلاف دينار سيتم نشر هذه الصور لأصدقائك الموجودين على الصفحة”. 

وأكملت أن “الحساب اسمه أم الأمان للعلاج بالقرآن ومن يدير الحساب اعتقدت أنها سيدة وحصلت مني على معلومات شخصية وطلبت مجموعة صور من بينها صور لأجزاء من جسمي ورفضت، وقام بالبحث عن الشخص الذي ورد صورته واسمه وقام بدمج الصورة بصورتي وهددني بها”. 

وأشارت إلى أنها توجهت مباشرة للجرائم الإلكترونية لعد الحادثة مباشرة برفقة والدها الذي أخبرته بالقصة كاملة. 

وبينت أنه خلال تواجدها في وحدة الجرائم الإلكترونية قام الشخص بالاتصال بها عن طريق “الماسنجر” وتحدث معها باللهجة المصرية وطلب 3 آلاف دينار على دفعات ويريدهم بعملات رقمية. 

وقالت الفتاة، إن “الشخص قام بإنشاء صفحة باسمي وراسل العديد من الأصدقاء لدي من بينهم شقيقتي وهدد بنشر الصور المزيفة لابتزازي”. 



ولفتت إلى أن وحدة الجرائم الإلكترونية قالوا إن هذه هي الحالة رقم 10 تصل لهم، وأنهم أكدوا لها أن من يدير الحساب شخص مصري ويعيش في ليبيا وقاموا بحذف الحساب المزيف. 

وعبرت الفتاة عن استيائها من جراء تعاطف العديد من الأشخاص مع المحتال وطالبوه بعد أن أنشأ صفحة للتشهير، بأن يتابع عمله وأنهم داعمين له. 

وأكدت أنها قامت بتقديم شكوى رسمية بحق كل شخص كام بشتمها والإساءة لها بعد نشر صورتها بهذا الإدعاء المزيف. 

وأِشارت الفتاة إلى أن هناك شخص آخر يقوم بالترويج والتشهير من داخل الأردن عبر قناة على يوتيوب للابتزاز. 

وبينت الفتاة، أن الحدث لم يكن سهلا أبدا سواء بالتشهير والتحريض من جهة ومن جهة أخرى الدعم الكبير من الناس له، مشيرة إلى أن البعض أطلق عليه الساحر النشمي ليزيد من النشر والتشهير. 

 وختمت قائلة: إن “الشخص كان شعاره على صفحته “لا تثق بأحد” هذه الجملة يجب أن تطبق من الجميع وأن لايثقوا بأحد”. 

خبير اجتماعي يعلق على القضية 

وقال الخبير الاجتماعي حسين الاحتماعي، إن مثل هذه القضايا تعتبر جاذبة للمجتمع والذي لديه رغبة لمتابعة هذه القضايا خصوصا من عدة فئات كالشباب والفتيات والسيدات ومن هو عاطل عن العمل ولديه فراغ كبير. 

وأضاف أن بعض مواقع تواصل الاجتماعي لا تعطي الحقيقة وتحمل الضحية المسؤولية الأكبر وطرف آخر ينحاز للطرف المحتال وهنا تضيع القضية. 

وبين أن الناس تذهب لهذه الوسائل لأنهم يعتقدون من خلال الاعلانات والجذب ومن خلال استغلال الدعاية بإدخال الدين والمجتمع بالدعاية، أنهيستطيع حل مشاكلهم، لافتا إلى أن السبب الرئيسي هو فقدان الثقة بالمحيط والمجتمع. 

وتابع: “هناك جهل من الضحية ودائما الضحايا هم من أهم الأسباب بارتكاب الجرائم الإلكترونية فيهم”. 

خبير أمني يوضح 

من جهته قال الخبير الأمني بشير الدعجة، إن بعض المحتالين والذين يقومون بهذه الأعمال استغلوا التطور التكنلوجي بشكل كبير وقاموا بإنشاء الصفحات والروابط لإيقاع ضحاياهم. 

وأضاف في تصريحات لـ”المشهد المعاصر” أن الضحايا هم ضعفاء الإيمان الذين يبحثون عن حل لمشاكلهم دون جهد منهم. 

وأشار الدعجة إلى أن الضحايا من النساء والرجال ومن يبحث عن المال والسلطة وهم ضحايا يتوجهون لمثل هذه الوسائل، وأن هناك بعض الوسائل منتشرة على القناوات التلفزيونية في العديد من الدول العربية والعدي من السلطات أغلقت هذه القنوات. 

وبين أن الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات للذهاب الى هذه الوسائل هي الفقر والبطالة أو الزواج من شخص معين. 

وتابع الدعجة: التواصل مع هذه الصفحات تتم بعلم الأشخاص “الضحايا” للأسف ومن يتواصل مع هذه الصفحات للسحر وهو دليل على الجهل. 

وحذر الدعجة من الالتفات للإعلانات المزيفة والتواصل مع الصفحات التي تستغل الدين والقرآن للدعية لجذب الضحايا.

الاخبار العاجلة