رد عظيم يحضره الحوثيون بعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي الحديدة الساحلية في غارة جوية أشعلت النيران في العمق اليمني.
فالاحتلال الاسرائيلي، التي ما أن تتناسى صدمة طوفان الأقصى حتى يدخلها أحد أقطاب المقاومة الأربعة في طوفان جديد، استهدفت صواريخها الليلة الأخيرة منشآتِ النِفط اليمنية فوضعتها ردًا على كسرِ هيبتها في قلب ما تسمى عاصمتها تل أبيب، مستخدمة التحالفَ الأمريكي البريطاني لشن عدوان ثلاثي على الحديدة.
فضَربت محطاتِ تخزينِ النِفط في الميناء ومؤسسةَ الكهرَباء الرسمية، ما أسقط عشرات الشهداء والجرحى ضحايا.
هي ليلة دامية على اليمن السعيد، لم ينتظر الحوثيون صباحا يشرق حتى سارعوا بتوعدهم الاحتلال بمعركة طويلة، قادمة لا محالة، عظيمة وكبيرة.
لم يتأخر الوعد اليمني، حتى طال أهدافًا حيوية في العمق الاسرائيلي، مع فوارق الميدان وطبيعة المواجهة، إذ نفذت الجماعة عملية عسكرية “نوعية” في إيلات ردا على غارات الاحتلال الإسرائيلية التي استهدفت مدينة الحديدة.
يؤكد الحوثيين وأنصارهم اليوم أن ما لا يدركه الإسرائيليون أن تاريخ اليمن مرتبط باللهب، وأن حجم ما احترق على أرضهم من قاذفات النار، أضاء مستويات غير مسبوقة من الإصرار اللامتناهي لمواصلة المقاومة والثأر لغزة، في وقت ترسل فيه تل أبيب عبر نيرانها رسائل أبعد تصل إلى خارج اليمن لا سيما إيران الداعمة للجماعة الحوثية، كما تزعم تل أبيب.
هجمات تل أبيب على العمق اليمني تأتي أيضًا لترميم ما أمكن من صورتها المحترقة داخليا، وإعادة توازنٍ إلى حرب فرض الحوثيون محطاتها، وأطرافها، وزمانها، واختاروا لها الأمكنة دائما، حتى شلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر متسببين بتداعيات كارثية على التجارة العالمية.
ما يريد الحوثيون تجذيره اليوم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أنهم جماعة باتت جاهزة للحرب بعد سنوات من بناء ترسانتها العسكرية بما فيها المسيرات المتطورة، حتى أصبحت سلاحًا وجوديًا بالنسبة لها.
وفي وقت توجه فيه اسرائيل الاتهامات لإيران بتسليحها الجماعة اليمنية، تذكر التقارير الدولية أن المسيرات جمعت محليا، وبُنيت أطرها الخارجية بشكل أولي، وحملت أجسامها أرقاما مكتوبة بخط اليد، مما يشير إلى أنها من إنتاج ورش يمنية محلية، بحسب التقرير، ما يعني أنه ولو اعتمد الحوثيون يومًا على تكنولوجيا إيرانية، فإنهم يمتلكون بالفعل خبرة التصنيع المحلي بدأوا العمل عليها ربما من عام 2015.
يقول لنا الصراع اليمني الاسرائيلي أن ما بين القطبين المتحاربين قصة ثأر وعناد، صراع لا سقف لنهايته، وإن توقف الطوفان في غزة، إلا أنه سيشتعل على معادلة حرب جديدة قد تغير وجه المنطقة وتدخلها في مرحلة جديدة كان شرارتها السابع من أكتوبر 2023.