- تعرف أم الجمال باسم “الواحة السوداء”
أم الجمال، المدينة الرومانية الأثرية، تقع على بُعد 86 كم من العاصمة عمان، بالقرب من المفرق وعلى مقربة من الحدود السورية الأردنية في أقصى شمال البلاد.
تُعرف أم الجمال باسم “الواحة السوداء” لاحتوائها على أعداد كبيرة من الأحجار البركانية السوداء.
تاريخ وأهمية أم الجمال
بُنيت أم الجمال على طرف أحد الأودية التي تنحدر من جبل الدروز باتجاه الجنوب الغربي، مما أتاح لها تأمين المياه الضرورية للاستقرار بفضل وجود عشرات البرك وخزانات المياه والآبار المحفورة على أطراف الوادي، التي لا يزال بعضها صالحاً للاستخدام حتى اليوم.
في العصر الروماني المبكر، استُخدمت المدينة وأُعيد بناؤها في بداية القرن الثاني الميلادي لتصبح مدينة مسورة تمتد على مساحة 5500 دونم وتحتوي على سبع بوابات، بما في ذلك ثكنتان عسكريتان. وفي العصر البيزنطي، تم الكشف عن وجود سبع عشرة كنيسة، بالإضافة إلى المنازل والمقابر وغيرها من المنشآت.
تحيط بالمدينة مزارع خضراء تعتمد على الآبار الجوفية في ريّها، مما يضفي لونًا طبيعيًا يكسر سمرة المكان وجفاف الصحراء. أم الجمال هي إحدى مدن حلف الديكابولس العشر، التي أُقيمت أيام اليونان والرومان، وكانت تضم عشر مدن تقع عند ملتقى حدود الأردن وسوريا وفلسطين.
إدراج أم الجمال ضمن قائمة التراث العالمي
أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إدراج أم الجمال موقعًا أردنيًا سابعًا على لائحة التراث العالمي، بجانب البترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
مراحل ازدهار المدينة
يرجع تاريخ أم الجمال إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي، حيث أُنشئت في مدينة نبطية قديمة من الطوب البازلتي الأسود المدعم بقوالب مستطيلة من البازلت.
وازدهرت المدينة في القرن الأول قبل الميلاد، وكانت ملتقى للطرق التي ربطت فلسطين والأردن بسوريا والعراق، وتقع على طول طريق تراجان.
أم الجمال في العهد الأموي والبيزنطي
يُعتقد أن الأمويين سكنوا أم الجمال بشكل كثيف، ورغم تعرضها لزلزال مدمر، ظلت المدينة محتفظة بدورها التّعبدي والاجتماعي. في العام 557 ميلادية، شهدت أم الجمال حدثًا تاريخيًا مهمًا بتدشين كاتدرائية المدينة، وجذبت وفودًا من مختلف الأبرشيات المجاورة في الأردن وسوريا وفلسطين للمشاركة في هذا الحدث.
أهمية أم الجمال المعمارية والدينية
احتوت أم الجمال على ثلاثة عشر كنيسة مهمة، بعضها متعدد الطوابق، مما يؤكد على مكانتها الدينية والاقتصادية خلال الفترة البيزنطية. واستمر بناء الكنائس وترميمها في العهد الأموي، ما يدل على ازدهار المدينة واستمرار دورها التعبدي والاجتماعي.
الآثار المعمارية والاقتصادية
تضم أم الجمال أكثر من 150 مبنى، بما في ذلك 16 كنيسة وثلاثة مساجد، إلى جانب معبد نبطي. وقد كشفت الحفريات عن استخدام مبنى الحاكم الروماني في الفترة الأموية، مما يشير إلى ازدهار المدينة حتى تعرضها للزلزال المدمر في عام 749م.
أم الجمال اليوم هي رمز للتاريخ الغني والتراث الثقافي الفريد الذي يمتد عبر العصور، ويعكس تنوع الحضارات التي مرت على هذه الأرض.
إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي يمثل إنجازًا كبيرًا يعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية وثقافية متميزة.