- ترقب وقلق في بيروت شبه المشلولة بعد تهديدات تل أبيب
- توتر في جنوب لبنان خشية انفلات إيقاع المشاغلة صوب حرب شاملة
سقوط صاروخ على مجدل شمس ووقوع شهداء في الجولان السوري المحتل السبت قد يشكّل نقطة تحول في مسار المواجهات على جبهة جنوب لبنان ويلقي بثقله على الميدان والدبلوماسية على حد سواء.
فالَتبعات الميدانية الأخيرة فتحت التصعيد على مصراعيه، بينما تتجه الأنظار إلى جبهة لبنان، وسط ترقب حذر على امتداد المنطقة وبروز تساؤلات فيما إذا ستنجح الضغوط في لجم “لعبة حافة الهاوية” أم أن الكلمة الأخيرة ستكون للحرب.
في الأثناء، تتوالى التهديدات التي وصلت إلى دعوة وزراء في حكومة الاحتلال إلى إحراق لبنان، ما أثار قلقاً من تحول حادثة مجدل شمس الى شرارة توسع الحرب.
تأرجح بين حرب شاملة أو اتفاق
وهنا تقول مصادر عسكرية لـ”المشهد المعاصر” إن “جبهة الجنوب لن تعود إلى ما قبل الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، فالمعادَلة ستكون “إما حرب أو اتفاق”.
وتضيف المصادر: “بما أن التسوية تراجعت بعد تعليق وساطة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، فإن الجميع ينتظرون ما ستؤول إليه المواجهات، إن كان بتغيير جذري لقواعد الاشتباك عبر احتمال أن تضرب تل أبيب مواقع حيوية في لبنان، أو فرض أمر واقع عبر القصف العنيف وتكثيف الاغتيالات”.
ذرائع ووعيد
وقائع الميدان والمؤشرات تدل على أن الاحتلال سيذهب بعيداً في عملياته ضد حزب الله مستغلاً ما حصل في مجدل شمس.
ساعات من الانتظار والاستنفار والترقب تسود العاصمة اللبنانية بيروت. فلبنان الشعبي ترجم قلقه بِحركة خجولة في شوارع وأحياء العاصمة خصوصاُ على وقع تهديدات الاحتلال الإسرائيلي والتهويل الإعلامي الذي رافقها.
زحام دبلوماسي على بوابة بيروت على وقع طبول الحرب
أما لبنان الرسمي فيتحرك على مختلف الجبهات، عبر اتصالات دولية أجراها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتزامن مع مروحة اتصالات دبلوماسية كان عرابها الأول آموس هوكشتين، الذي سارع إلى التحدث مع طرفي النزاع (حزب الله والاحتلال) من خلال الوسطاء.
وهنا تقول مصادر قريبة من حركة الاتصالات لـ”المشهد المعاصر” إن “الأمريكيين يمارسون ضغوطا على الاحتلال لتجنب الخيار العسكري الذي لا يمكن التحكم به في المنطقة”؛ وتضيف المصادر أن “وساطة هوكشتين تمحورت حول حصر رد الاحتلال الإسرائيلي بضربات محددة ومحاولة ضمان حجم رد حزب الله الذي لم يعط أي جواب على كل هذه المراسلات”.
استنفار على كل الأصعدة في الميدان والسياسة والشارع، ترجم بإجراءات احترازية على أكثر من مستوى. إذ توقفت حركة الطيران في بيروت احترازياً أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابَرة للأجواء اللبنانية من منتصف ليل الأحد وحتى صباح الإثنين.
الملكية الأردنية
فيما أعلنت شركات طيران عدة -منها الناقل الوطني الملكية الأردنية- تعليق رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية بسبب الوضع الراهن. وتدحرجت تحذيرات سفارات -على رأسها السفارة الأمريكية- لرعاياها بالمغادرة أو اتخاذ الحيطة والحذر والتزام الملاجئ في حال الطوارئ.
حزب الله والرسائِل المفخخة
ويبدو أن الكلمة ستبقى للميدان، فيما يرتبط الأمر بحزب الله الذي يستبطن حسابات لتكريس معادلة جديدة على الأرجح تسبق أي تفاوض مقبل أو حتى حرباً واسعة. وهذا ما ترجمه في الأيام الماضية باستخدام أسلحة جديدة والذهاب أبعد إلى ضرب مواقع للاحتلال ومستوطنات لم تكن على لائحة الأهداف سابقا. وآخرها كان إطلاق مسيّرة صوب حقل كاريش، ما يعني بحسب المراقبين تحذيره من أن الحرب قد تطيح أيضا باتفاق الترسيم البحري.
وعلى وقع شد الحبال، تتوقع مصادر ديبلوماسية ألا تكون تل أبيب قادرة على التراجع عن تنفيذ تهديداتها بالرد على استهداف مجدل شمس في الجولان المحتل، بعد أن رفعت السقف إلى الأقصى. وفي المقابل يديم حزب الله معادلة “العين بالعين والضربة مقابل ضربة وأكثر”.
يبقى المؤكد أن جبهة لبنان لن تعود إلى القواعد السابقة مع إصرار الاحتلال على تغيير وضع الحدود إما بانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني من خلال اتفاق يرفضه أصلاً الحزب أو عبر حرب لا أحد يعرف نتائجها في المنطقة، مع التحذير الإيراني والتهديد الحوثي.
ساعات حاسمة تبقي لبنان في حال استنزاف لا تنتهي والعين على الميدان.