الرواية الإسرائيلية السرية لعملية اغتيال إسماعيل هنية

1 أغسطس 2024آخر تحديث :
fbpx

مرصد مينا

رغم استمرار الصمت الرسمي فإن المعلومات المسربة عن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تتحدث عن روايات مغايرة لما ينشر في طهران من أن الصاروخ انطلق من دولة مجاورة.

ووفقا لهذه المعلومات فإن هنية اغتيل بضربة من داخل الأراضي الإيرانية مثل الاغتيالات السابقة التي قُتل فيها علماء الذرة وغيرهم من المسؤولين الإيرانيين.

وتشير هذه الرواية إلى أن الضربة قد تكون من صاروخ أو من شبكة طائرات مسيرة انتحارية، أطلقتها مجموعة وكلاء يعملون لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية “الموساد”، في عملية شاركت فيها طائرات استطلاع إسرائيلية من الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش “أمان” ودائرة “السايبر”، وتم خلالها استخدام أحدث تكنولوجيا للذكاء الاصطناعي.

وبحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” الخميس عن مصادر وصفتها ب”العليمة”، فإن القرار بتنفيذ الاغتيال تم في اجتماع ضيق للقيادات الإسرائيلية، استبعد منه المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الذي يضم وزراء متطرفين، فيما حضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، ورئيس “الموساد” رونين بار، الذي يترأس فريق التفاوض مع “حماس”، ورئيس المخابرات العامة “الشاباك”، وغيرهم من قادة الأجهزة.

اجتماع مطول حتى إتمام عملية الاغتيال

تقول المصادر إن الاجتماع بدأ في الثامنة من مساء الثلاثاء، و”استمر حتى التأكد من إتمام العملية بنجاح”، فجر الأربعاء.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاجتماع تناول كل السيناريوهات المحتملة لعملية الاغتيال، بما في ذلك اشتعال حرب إقليمية.

ومع أن مكتب نتنياهو أمر وزراءه بالامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات حول العملية، فإن ثلاثة منهم نشروا على منصات التواصل الاجتماعي عبارات ترحيب، بينها نشر آيات من التوراة تتحدث عن ملاحقة الأعداء أينما كانوا. وخرج نشطاء اليمين يوزعون الحلوى في الشوارع.

كذلك، أجمعت وسائل الإعلام العبرية على أن المنطقة “مقبلة على تصعيد آخر في الحرب، لدرجة إمكانية مواجهة إقليمية أوسع”.

وقالت إن إيران ستواجه صعوبة في عدم الرد على عملية اغتيال وقعت داخل أراضيها، وسيكون لها تأثير سلبي على محادثات تبادل الأسرى العالقة أصلاً.

“ضيف الرئيس”

يقول عاموس هرئيل المحرر العسكري في صحيفة “هآرتس”، إن الاغتيالات الأخيرة ليست ضد حماس وحزب الله فقط، بل هي أيضاً ضد إيران التي تدعمهما؛ إذ إن هنية حضر إلى طهران من أجل المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وبالتالي فهو “ضيف الرئيس”، لذلك فقد أصبح أعلى مستوى قيادي في النظام الإيراني جزءاً مركزياً في اتخاذ القرارات بشأن طبيعة الرد.

وذكر بأن “إيران و حزب الله ظَهَرا حتى الآن كمن يحاول إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت سقف الحرب الشاملة. لكن عمليتي الاغتيال الأخيرتين كشفتا إمكانية استهداف المحور الإيراني”.

وتابع: “يجد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، ويحيى السنوار رئيس حماس في قطاع غزة، نفسيهما الآن لوحدهما في القيادة، بعد تصفية قسم كبير من القادة العسكريين”، مشيرا إلى أنه”في إسرائيل يستعدون لإمكانية عمليات انتقام في الضفة الغربية، لكنهم يأملون بأنه سيكون بالإمكان احتواء المواجهة ومنع التصعيد لحرب شاملة في الشمال”.

تحدي مباشر لإيران ولاستراتيجية الأذرع

بينما كتب المحلل العسكري رون بن يشاي في موقع “واينت” الإلكتروني التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، قائلاً إن “عمليتي الاغتيال تمثلان تحدياً مباشراً لإيران ولاستراتيجية تفعيل الأذرع والوكلاء التي تمارسها منذ سنوات”.

وأضاف:”عملياً، فإن إسرائيل ترغم القيادة الإيرانية والمرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري على اتخاذ القرار حول ما إذا كانوا سيتوجهون نحو حرب شاملة مع إسرائيل أو أنهم سيقررون تهدئة الوضع تدريجياً”

ورأى بن يشاي أن الأمر الأساسي في عمليتي الاغتيال هو أن “إسرائيل تقول لإيران وأذرعها إنه إذا لم يتوقفوا، فإن إسرائيل لن تتردد في التوجه إلى حرب شاملة لا تشمل حزب الله وحماس والحوثيين فقط، وإنما رأس الأفعى الجالس في طهران أيضاً”.

وشدد على أن “هذا يعني أن علينا في إسرائيل الاستعداد لحرب كبرى. وفي سيناريو كهذا ستكون الجبهة الداخلية الجبهة المركزية، وستتعرض لهجمات صاروخية من كافة الأنواع، إلى جانب مسيرات متفجرة، لن تطلق من لبنان واليمن فقط، وإنما من إيران بالأساس”.

كما توقع الكاتب الإسرائيلي أن”تحاول طهران إرسال ميليشيات شيعية مسلحة من إيران والعراق وسوريا، وربما الحوثيين أيضاً، كي يُنقلوا إلى سوريا أو ينضموا إلى حزب الله في لبنان، في محاولة لشن غزوات عبر الحدود الشمالية” لإسرائيل

“إهانة للنظام الإيراني”

واعتبر بن يشاي أن اغتيال هنية في ذروة احتفالات تنصيب الرئيس الإيراني الجديد “إهانة للنظام الإيراني، وإثبات أنه مخترق وضعيف.

ومن جهة ثانية “إذا قررت إيران مهاجمة إسرائيل ولم يحقق الهجوم أهدافه، فهذا سيكون إثباتاً آخر على ضعف النظام الإيراني. لذلك سيضطر خامنئي والحرس الثوري والمحافظون إلى التفكير ملياً”.

وبحسب بن يشاي، فإن إيران قد تؤجل الحرب “إلى حين يكون بحوزتها سلاح نووي، وعندها ستستفيد هي وأذرعها من حصانة مثل كوريا الشمالية. وتعلم إيران أنه عندما يكون لديها سلاح نووي، فلن تسارع الولايات المتحدة إلى مساعدة إسرائيل”.

لكن في صحيفة “معاريف”، اتخذ الجنرال عاموس لفين موقفاً مخالفاً، قائلاً إن “الاغتيالات حتى لو نجحت عسكرياً فإنها دليل فشل استراتيجي؛ إذ لا يوجد شخص واحد قمنا باغتياله ولم يحل محله شخص أسوأ منه أو أكثر تطرفاً منه. لذلك فإن الاغتيالين في بيروت وطهران يصلحان لدغدغة المشاعر، لكنهما قد يأتيان بندم شديد في المستقبل”.

الاخبار العاجلة