- يعود الفضل في تراجع التضخم إلى سلوك المستهلكين الأمريكيين
- لمواجهة التضخم رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 20 عامًا
أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن التضخم الذي شهدته الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية يبدو أنه يقترب من نهايته.
ويعود الفضل في هذا التراجع، وفقًا لخبراء الاقتصاد، إلى سلوك المستهلكين الأمريكيين الذين أصبحوا يبحثون عن بدائل أرخص ويعتمدون على الصفقات الجيدة، متجنبين شراء المنتجات ذات الأسعار المرتفعة.
الاقتصاد يشكل محورًا رئيسيًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أدى التضخم إلى شعور العديد من الأمريكيين بالاستياء من تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الوضع الاقتصادي.
لمواجهة التضخم، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 20 عامًا، لتتراوح بين 5.25% و5.50%، بهدف تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
أفاد الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين بأن توقعات الأمريكيين بشأن إنفاقهم خلال الأشهر الـ12 المقبلة قد انخفضت، وكذلك توقعاتهم للتضخم.
وبحسب مسح أجراه الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع المستهلكون أن ينمو إنفاقهم بنسبة 4.9% خلال العام المقبل، وهي أدنى نسبة منذ أبريل 2021 عندما بدأ التضخم في الارتفاع.
كما يتوقع الأمريكيون أن يبلغ متوسط التضخم 2.3% خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو أدنى مستوى منذ بدء المسح في عام 2013.
ومع توقع الأسر انخفاض التضخم، فإنها تميل إلى تأخير بعض المشتريات، مما يمكن أن يسهم في إبقاء ضغوط الأسعار منخفضة.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن عوامل أخرى ساهمت في انخفاض التضخم مؤخرًا، منها تحسين مشاكل سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الفائدة الذي أدى إلى تباطؤ مبيعات المنازل والسيارات والأجهزة.
تترقب الأسواق تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، والذي سيقدم قراءة حاسمة عن التضخم. ومن المتوقع أن يظهر التقرير ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 3.2% فقط على أساس سنوي باستثناء تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، وهو أدنى معدل منذ أبريل 2021.
شهدت معدلات البطالة في الولايات المتحدة ارتفاعًا إلى 4.3% في يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات، وسط تباطؤ في التوظيف، مما زاد المخاوف من تدهور سوق العمل والركود الاقتصادي.
أوضح أندرو جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، أن “العملاء يبحثون باستمرار عن أسعار أقل، مما أدى إلى انخفاض متوسط أسعار البيع”.
وأشار ديفيد جيبس، الرئيس التنفيذي لشركة يام براندز، إلى تباطؤ مبيعات مطاعم الشركة بنسبة 1% في الربع الثاني من العام.
وعلى الرغم من توقعات “الهبوط الناعم” للاقتصاد الأمريكي مع تباطؤ التضخم، تزداد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة مما كان متوقعًا لتجنب الركود.
وصرح بريان موينيهان، الرئيس التنفيذي لـ”بنك أوف أمريكا”، بأن المستهلكين قد يشعرون بالإحباط إذا لم يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة قريبًا.
تشير أداة “فيد ووتش” التابعة لـCME إلى أن أسواق المال تراهن على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 إلى 50 نقطة أساس في سبتمبر، وتتوقع تيسيرًا نقديًا بمقدار 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام. بيئة أسعار الفائدة المنخفضة تسهم في زيادة النشاط الاقتصادي، مما يؤدي بدوره إلى زيادة استهلاك مصادر الطاقة مثل النفط.