مرصد مينا
تستمر التهديدات من قبل حزب الله اللبناني بشن هجوم على إٍسرائيل ردا على اغتيال قيادي عسكري بارز في الحزب، في وقت يواصل فيه العديد من المسؤولين الإسرائيليين إصدار تحذيرات لحزب الله برد قاس
وفي الوقت الذي يعيش فيه العديد من اللبنانيين حالة من الترقب والقلق من احتمال توسع الحرب من إسرائيل بعد تأكيد حزب الله أن رده الانتقامي لمقتل القيادي الكبير في صفوفه، فؤاد شكر، أواخر الشهر الماضي آت لا محالة، يبدو أن بعض الأصوات العسكرية الإسرائيلية تتعالى كذلك من أجل تنفيذ هجوم سريع جنوب لبنان.
وبدا قادة الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، أكثر عدوانية في تصريحاتهم تجاه حزب الله خلال الأيام الماضية.
ووفقا لما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الخميس عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، قوله، فإن “أي رد غير متناسب من جانب حزب الله يمكن أن يؤدي إلى هجوم إسرائيلي يخلق واقعا جديدا على الحدود الشمالية الإسرائيلية”.
فيما رأى عاموس يدلين، مسؤول استخباراتي سابق ورئيس شركة “مايند إسرائيل”، وهي شركة استشارات للأمن القومي، أن “على إسرائيل أن تنتظر حتى بعد هجوم حزب الله ورده على مقتل شكر حتى يكون لديها المبرر اللازم لشن حملة سريعة وقوية”.
واعتبر بأن هذا الرد السريع يمكن “يشل” قدرة حزب الله المدعوم إيرانيا في غضون أيام أو أسابيع مع دعم الولايات المتحدة.
وقال إنه”مع تدمير الجزء الأكبر من قدرات حركة حماس، حان الوقت للانتقال إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية”، حسب زعمه.
وهذا التحليل يتماهى مع بعض الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، مرارا في السابق إلى ضرب حزب الله واجتياح الجنوب اللبناني، كما فعل أيضا بعض أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.
من جهته، ذكر يوآف كيش، وزير التعليم الإسرائيلي وعضو ائتلاف نتنياهو، في مقابلة إذاعية يوم الأحد الماضي أنه لا يرى “أي طريقة لإعادة السكان إلى شمال إسرائيل من دون حرب قوية ضد حزب الله داخل لبنان”، وفق قوله.
كذلك، فإن عددا من السياسيين الإسرائيليين الذين يصنفون في خانة الوسطية، مثل رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس، دعوا إلى ضرب البنية التحتية اللبنانية، معتبرا أن في حال كانت هناك “خطوة هجومية من المرجح أن تؤدي إلى اندلاع حرب أوسع”.
وتأتي تلك التحليلات فيما ترزح حكومة نتنياهو تحت ضغوط هائلة من أجل إعادة أكثر من 60 ألف إسرائيلي نزحوا من شمال إسرائيل، هرباً من هجمات حزب الله شبه اليومية، منذ السابع من أكتوبر 2023.
أيضا، فإن هذه التصريحات تتزامن مع تسريبات من مسؤولين في فصائل وميليشيات مدعومة إيرانياً أفادوا بأن طهران أبلغتهم أنها لا ترد توسيع الحرب والمواجهة مع إسرائيل، خوفاً من أن تستهدف الأخيرة مواقع نووية داخل إيران.
ومنذ أكثر من أسبوعين، تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التصعيد غير المسبوق منذ اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يوم 31 يوليو في طهران، بُعيد ساعات من مقتل شكر في معقل حزب الله بالضاحية الجنوية لبيروت.
ومنذ ذلك الوقت، تتوعد كل من إيران وحزب الله بالرد على هذين الاغتيالين.