زاوية مينا
لا حزب الله يريدها معركة مفتوحة بلا مدى ولا ضوابط، ولا بنيامين نتنياهو يعتبر بأن رده على عملية حزب الله هي “كلمته الأخيرة”، فحزب الله لم يستخدم من سلاحه سوى سلاح الكاتيوشا ومن ثم المسيرات، فيما كان الرد الإسرائيلي أكثر انضباطاً من قصف الضاحية واستهداف المواقع القيادية لحزب الله.
كلا الطرفين يخوض معركة إعلامية، إعلامية صرفة، وهكذا كانت إطلالة حسن نصر الله استكمالاً للّعبة الإعلامية التي لا تعني سوى التوجه لجمهوره بالقول “لم أكذب عليكم”، وبلغة أخرى “وعدتكم بالرد فكان الرد”، وهكذا كان ردّاً خال من الضحايا ليأتي الرد على الرد خال من الضحايا كذلك، فيما بقي لبنان على قلق قاتل، سكّانه يحتسبون لمغادرته، ومهاجريه يحتسبون لزيارته، وكل النتائج المترتبة :
ـ خطاب
نصفه تحدّيات، ونصفه شروحات، وبما زاد عن النصفين وعود باستمرار المعركة والجاهزية لخوضها، كما وعود بانتظار ما سيستكمله المحور الذي سيثأر الإيراني فيه لمقتل إسماعيل هنية، فيما سيثأر اليمني فيه لقصف الحديدة، في صيغة لا تعني سوى ديمومة الاشتباك، فيما التسويات معطّلة، ولقاءات القاهرة التي تجمع الإسرائيلي بالحمساوي بلا أيّة آفاق، والمجزرة في غزة تتلو المجزرة، والموجة تجري وراء الموجة.
ما قاله حسن نصر الله في كلمته يمكن اختزاله بعنوانين:
ـ أولهما أن العملية التي قام بها ليست عملية نهائية، فقد تُستتبع بعملية لاحقة إن لم تكن عملية اليوم قد حققت أهدافها.
وثانيهما أن “للمحور” جولة وعمليات مقبلة.
كل ذلك دون نسيان توطيد فكرة القوّة التي يمتلكها حزب الله ليكون في مواجهة مع :
القوى والفصائل والأحزاب اللبنانية التي لاترى في حرب حزب الله نصراً لغزة، بقدر ما ترى خراب لبنان دون نصر غزة.
ـ لاترى في هذه الحرب سوى المزيد من إغراق لبنان بالفوضى والفاقة وتعطيل الحياة فيه ربما إلى غير رجعة.
ـ بسط سلطة حزب الله على لبنان ليستفرد بالسلطة ويديرها نافياً شراكة الحزب للدولة.
ـ توطيد ستاتيكو الحرب غير المنجزة، لتوطيد التسويات المؤجلة التي لابد إن أتت، تأتي بقرار إيراني يقايض فلسطين بالنووي.
هي رقصة الدب الذي يدور حول نفسه.