- أبو طير: أي دولة أو شعب لم يتعرض لأذى “إسرائيل” فهو أمر مؤقت
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الإعلام العبري مرر خبرا ملفتا قال فيه إن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار جرى استهدافه في قطاع غزة، بعد انقطاع الاتصال بينه وبين القيادة السياسية للحركة، قبل أن يؤكد الشاباك أن لا معلومة مؤكدة حول اغتياله.
ورجح أبو زيد خلال استضافته في برنامج “نبض البلد” الذي يبث عبر شاشة “المشهد المعاصر” أن يكون المشهد اليوم أمام لعبة استخبارات وجهد استخباراتي عالي يؤكد أن الحالة بدأت تختلف منذ أن تولاها شلومي بيندر، مؤكدا أنه على المقاومة وعلى رأسها السنوار أن يكون حذرا في تصرفاته لأن الاحتلال يريد أي خطأ لاستهدافه.
وحول جبهة لبنان، يرى أبو زيد أن أعباء الاحتلال تزيد بعد مضي 8 أيام على إعلان هدف إعادة سكان الشمال، وفي المقابل أعلن حالة الطوارئ، وجعل كل مفاصل الكيان في يد نتنياهو الذي يخفي الخسائر ويسيطر على الإعلام تحت بند “منع من النشر”.
وقال: “نحن أمام مرحلة تصعيد عنوانها كسر كل قواعد الاشتباك، حدود الاشتباك المتعارف عليها كسرت تماما، وحزب الله استطاع الوصول إلى العفّولة ببعد 50 كيلو مترا عن الحدود وحيفا، أتوقع خلال الليلة أن يصل إلى عمق 70 كيلو مترا، فيما ذهب الاحتلال بعيدا ووصل بيروت وبعلبك، ضمن نطاق جغرافي بدأ يتسع”.
وتابع: “اليوم لا نستطيع القول أن الأمور ذاهبة باتجاه الانزلاق نحو عمليات عسكرية تقليدية، بمعنى أن سيناريو 2006 لجيش مقابل حزب الله لن يحدث، والدليل أن الاحتلال على عجلة من أمره في عملياته العسكرية، مع تنفيذه 650 طلعة جوية، وفي العرف العسكري فإن هذا الكم الهائل من الطلعات الجوية خلال 12 ساعة مؤشر على أن الاحتلال على عجلة لإنهاء عملياته العسكرية، ولا يملك ترف الخيارات العسكرية ولا الطقس لأنه مقبل خلال الأسابيع القادمة على طقس سيء يمنع الطيران من ممارسة عمله بشكل جيد، ويبدو أن حزب الله انتبه لهذه النقطة ويريد جر الاحتلال إلى حالات الطقس السيء في الجنوب، حتى يصطاده بمضادات الطائرات البسيطة”.
وأكد أبو زيد أن “الاحتلال لو استمر بالقصف 24 ساعة لا يمكن له أن يمسك الأرض، إذا ما تقدم باتجاه الأرض ومسك الأرض بقوات أرضية لا يستطيع الحديث أنه حقق هدف إعادة سكان الشمال”.
واستطرد: “في كل الأعراف العسكرية الطائرات لها ساعات عمل لا تستطيع تجاوزها، لأنها تعتمد على عدد ساعات عمل معينة، ضمن كل هذه المقاييس العسكرية الاحتلال مستعجل بشكل كبير، ويعلن عبر إعلامه أنه حقق إنجازات ونقل العمليات العسكرية من نطاق جغرافي إلى البنية التنظيمية لحزب الله لأنه يريد الحديث عن إنجاز”.
وتابع: “الاحتلال ذاهب باتجاه استهداف البنية التنظيمية لحزب الله، فهناك الوحدة 133 الاستخبارية لحزب الله التي يقودها خليل خاريف الذي يعتبر من أكثر الأمنيين الموجودين لدى حزب الله ويقود الوحدة من عام 1986، يقابلها في المنطقة العسكرية الشمالية 4 فرق للاحتلال، وهي الوحدة 201 مدرعة احتياط، والفرقة 36 مدرعة التي كانت تقاتل في غزة وتم سحبها في الشهر الرابع أو الخامس من العمليات العسكرية في غزة، والوحدة 91 احتياط، والوحدة 99 مشاة كانت تقاتل أيضا في غزة، يضاف لها فرقة المظليين 98 التي سحبت قبل أيام من غزة وأرسلت للشمال، وعليه نحن أمام وحدات متماسكة للنخبة موجودة في جنوب لبنان، يقابلها 5 فرق 3 منها تهشمت في قطاع غزة وتحتاج في العرف العسكري من شهرين إلى ثلاثة لإعادة بنائها”.
وأوضح أن الاحتلال يدرك بأن وحداته العسكرية البرية غير قادرة على الذهاب نحو عمليات عسكرية تقليدية لأنه لا يملك ترف الخيارات العسكرية ولا الوحدات العسكرية، وكل ما يتوفر لديه وحدات طازجة بكفاءة قتالية عالية، لذلك نفذ عملياته الجوية من أجل تهيئة البيئة الأرضية لمواجهة متوازنة بينه وبين حزب الله وليس لمواجهة ترتفع فيها كفاءة حزب الله القتالية.
ولفت أبو زيد إلى أن الأمور قد تتجه إلى التهدئة وليس التصعيد، خصوصا في ظل ما يجري تحت الطاولة من أمريكا وإيران على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير أن الأمور في المنطقة لم تذهب بعد إلى الحرب الإقليمية الشاملة، وهي أمام حرب إقليمية منخفضة الدرجة ضمن المشهد الذي نراه.
وقال أبو طير: “مؤشرات ما يجري في لبنان لم تكن جديدة منذ اغتيال فؤاد شكر وغيرها من العمليات التي نفذها الاحتلال، فكان خط تل أبيب يميل للتصعيد، ولولا وجود دعم أمريكي لما ذهبت تل أبيب إلى هذا المشهد”.
وأضاف: “إعادة السكان إلى الشمال عنوان يباع للداخل لرفع شعبية الحكومة، ولكن نتنياهو يريد أن ينسخ سيناريو غزة في لبنان والهروب من خسائره في غزة، فهو يقاتل منذ نحو سنة ولم يسترد الأسرى ولم يتمكن من أي قيادي في حماس ولم يعد بأي مكافأة للجمهور الإسرائيلي”.
ويرى أن “أي دولة وأي شعب لم يتعرض لأذى إسرائيل فهو أمر مؤقت، وعلى المدى الاستراتيجي تريد تل أبيب التوسع في المنطقة ولديها مشروع كبير تريد تنفيذه وهو مشروع توراتي يجري تنفيذه الآن”.
وقال أبو طير: “كل المنطقة ذاهبة باتجاه التصعيد بشكل استراتيجي والأمور ستخرج عن السيطرة فالاحتلال دخل في حرب مع 7 جبهات وإذا أنهى جبهة غزة ولبنان ، لن يتمكن من إنهاء جبهة العراق واليمن وغيرها، لأن مناخ العداء لن ينتهي ولن يتوقف، ولكن سنلاحظ عمليات تبريد بسبب التدخلات الدولية”.