المشهد المعاصر | أبو زيد: المقاومة كسرت إرادة الاحتلال.. والقطاطشة يخالفه: غزة مُحتلة

24 سبتمبر 2024آخر تحديث :
المشهد المعاصر | أبو زيد: المقاومة كسرت إرادة الاحتلال.. والقطاطشة يخالفه: غزة مُحتلة

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن جيش الاحتلال يقاتل حزب الله منذ 8 أيام على الجبهة الشمالية ولم يقترب حتى اللحظة من تحقيق هدفه من الحرب بإعادة سكان الشمال المحتل.



وأضاف أبو زيد خلال استضافته في برنامج “نبض البلد” الذي يبث عبر شاشة “المشهد المعاصر” أنه رغم الدمار الكبير في بنية حزب الله واختراقه إلا أنه جرّد الاحتلال من هدفه، والاحتلال منهزم بكل المفاهيم العسكرية والسياسية والاستراتيجية.

وأشار إلى أن عدم قدرة الاحتلال من تحقيق هدفه وتهجير سكان حيفا بدا كأن المشكلة تتدحرج لديه وفق بيانات الأمم المتحدة وهو في مأزق، ويبدو أن ذاهبا باتجاه استراتيجية تقطيع الأطراف بحيث يجعل حسن نصر الله وحيدا للرضوخ والموافقة على شروط الاحتلال، خصوصا بعدما وضع قائمة تشمل 9 شخصيات من الحزب استهدف 6 منها وبقي 3.

واعتبر أبو زيد أن المصلحة الأردنية تكمن في انتصار المقاومة الفلسطينية بكل أبعادها، ولو انهزمت فأول ما سيلتفت إليه الكيان واليمين المتطرف هو الشرق نحو الأردن، قائلا: “لن نعنى بالشخصيات ولا نتفق مع حزب الله أيدولوجيّا ولكن الآن نتفق معه لأنه يسند غزة وبعد ذلك لنا ما لنا وعلينا ما علينا”.

وأوضح أن الاحتلال منذ صباح الثلاثاء توسع في نطاقه الجغرافي حتى وصل أغلب مناطق سهل البقاع، قابله حزب الله بصواريخ وصلت حتى سهل مرج بني عامر، ما يعني أنه عمّق استهدافه فيما تشير المعلومات إلى أن حزب الله أطلق حتى اللحظة منذ صباح اليوم 300 صاروخ.

وقال: “اليوم مع ساعات المغرب استخدم حزب الله صواريخ فادي 3 في قصف قاعدة شمشون، وتم قصف 4 قواعد جوية أخرى. يبدو أن حزب الله بدأ الضرب في خلف الخطوط الجوية للاحتلال بحيث يتم ضرب قواعد الإسناد ما يعزز أن الاحتلال لن يستطيع الاستمرار بعملية جوية حتى ما لا نهاية، ولغاية الآن كل ما يستخدمه الاحتلال هو كتلة نارية كبيرة جدا ودخل العملية العسكرية من منطق المنتصر، كذلك يركز على البنية التنظيمية لحزب الله، والآن يركز على ترسانة التسليح للحزب، لكن تقريبا مع ساعات ظهر اليوم كان هناك ما يبدو أن حزب الله أعاد توازنه وعملياته أصبحت منتظمة ومنضبطة، ويبدو أن سلسلة القرار بدأت تتعافى”.

وأكد أبو زيد أن مفهوم الانتصار في علم السياسة من بعد الحرب العالمية الثانية اختلف وأصبح يعتمد على كسر الإرادة وهو ما فعلته المقاومة الفلسطينية، والدليل أنه لم يحقق بعد 354 يوما من الحرب على غزة أي من أهدافه الأربعة التي وضعها المستوى السياسي للمستوى العسكري، بل على النقيض تماما تعمقت الأزمة بين المستويين.

وتابع: “مفهوم النصر ليس كما يعتقد نتنياهو الذي استخدم مفهوم النصر المطلق، فلا يوجد في كل الأعراف ما يسمى بالنصر المطلق. المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم ما زالت متماسكة وتضرب الاحتلال، والأخير أدرك أن هناك استعصاء عسكري والمسار الدبلوماسي فذهب لفتح جبهة الشمال في مسعى لإقناع حائط الصد من اليمين الإسرائيلي”.

ولفت أبو زيد إلى أنه لا يمكن لأي فرقة عسكرية بعد 354 يوما من القتال في غزة تعرضت للتهشيم أن تستكمل مهمتها مع حزب الله في الشمال.

وختم أبو زيد حديثه بالتأكيد أن الاحتلال لن يسير نحو عملية عسكرية تقليدية، فالبيئة الإقليمية لا تدعم، ولن لن تدخل قوات الاحتلال إلى الجنوب اللبناني بناء على مؤشرات البيئة الدولية التي لا تدعم خيار دعم الاحتلال، خصوصا أن أوروبا لن تتحمل أعباء صراع جديد في الشرق الأوسط وتزيد أعباء الحرب في أوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل عسكريا وسياسيا بتوسيع دائرة الصراع.

أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد القطاطشة خالف من جانبه ما تحدث به أبو زيد، وأكد أن المؤشرات تدل على أن الاحتلال سيجري تدخلا بريا واسعا، من باب أن تل أبيب لن تستمر في السماح لنفسها باستقبال صواريخ الميليشيات، في ظل عدم وجود أي غطاء سياسي سواء لحزب الله أو حماس.

وتساءل القطاطشة، هل يمكن بإطلاق قذائف الياسين 105 تحقيق النصر على الاحتلال؟ 

وقال: “تصريحات جلالة الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قوية للغاية، ولم يتطرق فيها إلى الأردن وكل حديثه انصب في القضية الفلسطينية وكأنها قضية أردنية، وفي كل المنابر المحلية والعربية والدولية من يتحدث بالقضية الفلسطينية هو جلالة الملك، ومحمود عباس أصبح جزءا من منظومة الشاباك وهو عبء، والأردن ما زال يدفع ثمن هروبه إلى أوسلو”.

وأضاف: “اليوم غزة كلها محتلة، فمحور نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح وغزة كلها اليوم مع الاحتلال والمقاومة تحت الأرض، فهل هذا نصر؟”.

ولفت إلى أن “المشكلة تكمن في أن حزب الله وحماس ليسا بدول، فحماس لا غطاء سياسيا لها وانخرطت في 2005 بالانتخابات، وبعدما نجحت وقع الخلاف بينها وبين فتح وعليه أخذت قطاع غزة، والغطاء السياسي عند محمود عباس وهو ضدهم”.



وتابع: “بايدن تكلم في خطابه اليوم عن حل الدولتين، لكن حل دولتين مع حماس التي لا علاقة لها؟”.

وقال: “نتنياهو لا يريد إعادة الأسرى، ولا يوجد أي شخص قادر على ردعه، ويريد من كل الملفات التي دخلها أن يمجده الشعب اليهودي ويقول إنه أنهى ملفي حزب الله وغزة”.

وأضاف: “حزب الله في أسوأ حالاته اليوم، ولو دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي سيصل ضاحية بيروت الجنوبية، وإيران التي رأينا صواريخها لن تحارب الاحتلال إلا بالأدوات العربية”.

واستطرد القطاطشة: “حماس قالت للاحتلال ننتظركم لتكون غزة مقبرة لكم، ولكن الحقيقة أن غزة لم تكن أي مقبرة”.

ويرى أن حزب الله ميليشيا ولن يذهب إلى أي نصر، ونتنياهو سيدخل بريا إلى الجنوب اللبناني خصوصا أنه يسيطر على البيت الأبيض وأي كان سيدخل البيت الأبيض سيخضع له، وكل المؤشرات تقول لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها لكن الحل الدبلوماسي هو الأفضل”، مستندا بذلك إلى ما حصل قبل دخول رفح عندما دعت أمريكا نتنياهو لعدم الدخول لكنه فعل ما أراد.

وبالحديث عن احتمالات دخول الجيش اللبناني إلى جبهة حزب الله، أكد القطاطشة أنه يخشى حزب الله، فيما يرى المحلل العسكري أبو زيد أنه الجيش اللبناني متفق مع حزب الله ضمنيا.

الاخبار العاجلة