المشهد المعاصر | دهون في جسم الإنسان تلعب دورا في إخفاء الخلايا السرطانية من جهاز المناعة

25 سبتمبر 2024آخر تحديث :
المشهد المعاصر | دهون في جسم الإنسان تلعب دورا في إخفاء الخلايا السرطانية من جهاز المناعة
  • ذات الدهون تمثل هدف مهم لصناعة الأدوية المضادة للسرطان

كشفت دراسة أمريكية حديثة أن نوعاً معيناً من الدهون يُدعى “سفينغوليبيدات” (sphingolipids) يلعب دوراً حاسماً في تمكين الخلايا السرطانية من الهروب من الجهاز المناعي، حيث لا تستطيع بعض الخلايا السرطانية التكاثر بدونه.

وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه الدهون ليست فقط مكوناً أساسياً في بيولوجيا السرطان، بل إنها هدف مهم لصناعة الأدوية المضادة للسرطان.

كما تبيّن أن الأدوية الموجودة والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والتي تستهدف تقليل إنتاج الدهون، يمكن أن تعزز قدرة الجهاز المناعي على مواجهة السرطان.



وتتعرف الخلايا السرطانية على الجهاز المناعي من خلال وضع “إشارات تحذيرية كيميائية” على أغشيتها. وتلعب الدهون دوراً محورياً في هذا النظام التحذيري، حيث كانت تُعتبر سابقاً مجرد مصدر وقود للأورام. وعند تنبيه الجسم، يتدخل الجهاز المناعي لتدمير الخلايا السرطانية قبل أن تسبب أضراراً جسيمة.

ويوضح الباحث المسؤول عن الدراسة، كيفانش بيرسوي من مختبر التنظيم الأيضي والوراثة بجامعة روكفلر، أن “الدهون تعمل كآلية حماية للخلايا السرطانية وتعدل كيفية تفاعلها مع الجهاز المناعي”.

وفي سياق متصل، عرفت الباحثة ماريليز سولا أن المستويات المرتفعة من الدهون ترتبط بشدة نمو السرطان وانتشاره، لكن الآلية لم تكن واضحة حتى الآن.

ولتأكيد ذلك، فحص الباحثون الجينات المرتبطة بهذه العملية، وزرعوا سلسلة من الخلايا السرطانية في فئران ذات أنظمة مناعية سليمة وغير سليمة، مما أظهر أن “سفينغوليبيدات” ضرورية لبقاء الخلايا السرطانية. ونُشرت هذه النتائج في مجلة “نيتشر” في 7 أغسطس/آب الماضي.

تم اكتشاف هذه الدهون لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، وتُعد الآن أكثر وضوحاً، حيث يتبين أن “سفينغوليبيدات” تعمل كدعامات بروتينية داخل غشاء الخلية وليست مصدراً للطاقة.

ولتحليل تأثير هذه الدهون على نمو السرطان، استخدم الفريق دواءً معتمداً لعلاج مرض غوشيه، ووجدوا أنه يعيق نمو الأورام في حالات سرطان البنكرياس، والرئة، والقولون، والمستقيم.



كما وجدوا أن تقليل إنتاج “سفينغوليبيدات” يمنع تكوين “مجالات الدهون النانوية” التي تؤثر على مستقبلات سطح الخلية، مما يجعلها أكثر حساسية للاستجابة المناعية.

وتشير هذه النتائج إلى أن التدخلات الدوائية والغذائية التي تعيق إنتاج “سفينغوليبيدات” قد تكون مفتاحاً لتعزيز فعالية العلاجات المناعية الحالية ضد السرطان.

الاخبار العاجلة