قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن ضربة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت بناية سكنية في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن ارتقاء 7 شهداء وفق حصيلة أولية أعلنت عنها السلطات السورية، قد يندرج في إطار الضربات الانتقائية من قبل الاحتلال للكاريدور البري الذي تشغله الميليشيات الشيعية الإيرانية الذي يمر عبر مطار المزة والذي يستخدم في عمليات التزويد وعمليات الإسناد اللوجستي للميليشيات الشيعية.
وأضاف أبو زيد خلال استضافته في برنامج “نبض البلد” إن منطقة حي المزة في سوريا معروفة بانتشار الميليشيات الشيعية، وفيها الثقل الاستراتيجي للحرس الثوري الإيراني، خصوصا أنها قريبة أيضا من موقع السفارة الإيرانية في دمشق.
وتابع أن الضربة قد تكون كذلك ضمن الرد على الهجوم الإيراني مع إلغاء الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته المقررة إلى ألمانيا، وإلغاء زيارة وزير الدفاع في حكومة الاحتلال يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة، والاجتماعات المتكررة للمجالس الأمنية مع بنيامين نتنياهو، ما يعني أن التحضيرات باتت واضحة وجاهزة على طاولة الرد.
وأوضح أبو زيد أن رد الاحتلال سيكون محصورا على اعتبار أن العقيدة القتالية “الإسرائيلية” لا تسمح بإطالة الرد، وكل النماذج التحليلية كانت تشير إلى أن الرد سيكون خلال 24 ساعة، لكن كان هناك محددات أن هناك خلاف “أمريكي إسرائيلي” على شكل الرد وليس على الرد نفسه، وبالتالي أمريكا تريد من تل أبيب تحديد اتجاه الأهداف بحيث لا تستفز إيران ولا تدفع إيران إلى أن يكون الرد يشعل فتيل المنطقة باتجاه توسيع دائرة الصراع، وهذا ما لا تريده واشنطن على الأقل في هذا التوقيت قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية.
وقال: “ما حدث خلال هذه الفترة التي توقعنا فيها رد الاحتلال أن هناك مقايضة حدثت بين تل أبيب وواشنطن؛ عندما اقتنعت إسرائيل بمسألة عدم الذهاب إلى استهداف المفاعلات النووية، يبدو أن تل أبيب ضغطت على واشنطن وقدمت الأخيرة قربانا بتقديم الصفقة التي تم الإعلان عنها اليوم بقيمة 8.7 مليار دولار كمساعدات للاحتلال. وبالتالي يبدو أن إسرائيل لعبت نفس الدور الذي مارسته إيران حين قايضت واشنطن على حجم الرد وليس الرد نفسه”.
ولفت أبو زيد إلى أن كل المؤشرات على الأرض توحي بأن الرد “الإسرائيلي” يتسارع وأن جاهزية الرد بدت موجودة على طاولة متخذ القرار، “ويبدو أن أياما تفصلنا على الرد وقبل نهاية الأسبوع الحالي”.
وأشار إلى الرد قد يكون داخل عمق الأراضي السورية باستهداف الميليشيات الشيعية، وقد يمتد إلى الأراضي العراقية، خصوصا أنه كان هناك تحذيرات للفصائل الشيعية الولائية لإيران.
ورجح أبو زيد أن تدخل تل أبيب تدخل العمق الإيراني والمنطقة الغربية تحديدا وقد تشمل محطات الطاقة والنفط.