المشهد المعاصر | يحيى السنوار.. تنبأ باستشهاده عام 2004

19 أكتوبر 2024آخر تحديث :
المشهد المعاصر | يحيى السنوار.. تنبأ باستشهاده عام 2004

“الآن جاء الموعد يا أماه، إذ رأيت نفسي أقتحم عليهم موقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم استشهد، ورأيتني بين يدي رسول الله في جنات النعيم يهتف بي مرحى بك”، بهذه الكلمات في خاتمة كتابه “الشوك والقرنفل” عام 2004، تنبأ رئيس المكتب السياسيّ لحركة “حماس” الشهيد يحيى السنوار بنهاية حياته. 



بين 2004 حين كان في السجن و2024، صعد نجم هذا الرجل وصولا إلى خاتمته “الاسطورية”، بإعلان استشهاده رسميا في 18 أكتوبر عقب اشتباكات مع الاحتلال.

من قلب غزة تولدت شرارة مقاومة ستشكل لاحقا هاجسا يلاحق جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

في 1962 صدحت صرخة الحياة لأول مرة في مخيم خان يونس؛ مسقط رأس السنوار في ثاني أكبر مدن غزة.

بدأ السنوار رحلته التعليمية في أروقة مدرسة مخيم خان يونس الثانوية للبنين، ثم أكملها في الجامعة الإسلامية في غزة حين نال درجة الماجستير في الدراسات العربية هناك.



ومنذ بزوغ شبابه، بدت ملامح المقاومة تظهر على الطالب الجامعي حين قاد الجناح الطلابي لحركة حماس لمعروف باسم “الكتلة الإسلامية” آنذاك، ليعتقله الاحتلال عام 1982 ويبقيه موقوفا إداريا لأربعة أشهر قبل أن يفرج عنه.

وفي العام 1985 اعتقله الاحتلال مرة أخرى ثمانية أشهر  بتهمة إنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس المعروف باسم «مجد». وعقب ثلاث سنوات اعتقله الاحتلال مجددا بتهم بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عُرَف باسم “المجاهدون الفلسطينيون” وكان ذلك بالعام 1988، حيث حكم عليه بالمؤبد 4 مرات.

تنقل السنوار في سجون الاحتلال خلال فترة 23 عاما من الأسر قضى منها فترات طويلة داخل غرف العزل الانفرادية، فيما واظب الطالب على دراسة اللغة العبرية التي أجادها، وتأليفه كتب سياسية وأمنية أبرزها رواية “الشوك والقرنفل” و “حماس التجربة والخطأ” إضافة لترجمته كتب عبرية منها “الشاباك بين الانقسامات” لرئيس الشاباك الأسبق كرمي غيلون.

خلال تواجده في سجون الاحتلال تعنت السنوار برفض مراجعة عيادات السجون حتى لا يحمل الامتنان لهم، إلا أنه وفي أواخر سنوات أسره تردت حالته الصحية في سجن “السبع” ما دفع الاحتلال لنقله وإجراء عملية جراحية عاجلة لإزالة ورم في الدماغ، خشية على مستقبل مفاوضات قادها السنوار ممثلا عن حماس مع الاحتلال من داخل سجونهم مدة 5 سنوات، انتهت بصفقة “وفاء الاحرار” حين أطلق سراح ألف أسير فلسطيني بينهم يحيى السنوار مقابل الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” في العام 2011.

لاحقا يخرج الطالب متعلما من دروس عملية قادها في السجون مستفيدا من التفاوضات علكن بعشرات الأسرى.

وصف السنوار عملية تبادل حريته بأنها “واحدة من المعالم الاستراتيجية الكبرى في تاريخ قضيتنا”، فيما سمح له السجن بالعبور سريعا صوب رئاسة حماس.

عقب الإفراج عنه تزوج السنوار من السيدة سمر صالحة في نوفمبر 2012 فرزق منه كنيته وابنه “إبراهيم”.

في العام 2012 انتخب السنوار عضوا للمكتب السياسي لحركة حماس، وتولى مهمة الربط بين المكتب السياسي و”كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، حتى انتخابه رئيسا للحركة في غزة عام 2017.

تميز عهد السنوار بتعزيزه علاقة حماس مع الفصائل الأخرى مشكلا غرفة موحدة للفصائل في الإقليم.

وفي العام 2018 قاد السنوار مسيرات العودة في قطاع غزة ضد حصار الاحتلال للقطاع، حيث أكد حينها في لقاء مصور أن خيار المقاوم المسلحة دائم الطرح على طاولة حماس، فيما تحدث سياسيون مقربون منه بأنه خطاباته وحوارته كانت دائما تحمل تهديدا للاحتلال بأن أمرا عظيما سيحدث ، وهو ما أكده بلقاء مع جماهير المقاومة عام 2021 حين قال: “اليوم ندخل عليهم ونغزوهم”.

في العام ذاته حاول الاحتلال اغتياله بقصف منزله، ليخرج متحديا الاحتلال إلى منزله سيرا على الأقدام وأمام الجماهير.

عرف عن يحيى السنوار بأنه قليل التكلم لا يظهر علنا إلا نادرا، فيما تكرر وصف جيش الاحتلال له بأنه ” رجل ميت يمشي”.

عقب عملية طوفان الأقصى اتهمه الاحتلال بأنه الرأس المخطط والمنفذ، ورغم انخراطه بمفاوضات الأسرى على مدى عام، إلا أن ذلك لم يثني الاحتلال عن وضعه بقائمة قادة المقاومة التي يطمح لإزالة خطرهم”.

في التاسع من اغسطس عام 2024 بايعت حماس السنوار رئيسا للحركة عقب اغتيال قائدها اسماعيل هنية في طهران.

على مدار شهرين من توليه حماس، تعرض السنوار لاتهامات عديدة باختبائه وتواريه في الأنفاق وتكهنات عن تحصنه خارج فلسطين؛ حتى جاء إعلان الاحتلال عن عثوره على جثة يحيى السنوار بصدفة أدخلت الاحتلال بصدمة مواجهات مع قائد المقاومة الذين رسموا وخططوا له نهاية مغايرة لما حدث.

الاخبار العاجلة