قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الخامس عشر على التوالي حملته العسكرية الفاشية ضد ما يزيد على 200 ألف من الشعب الفلسطيني في محافظة شمال قطاع غزة وفي جباليا وما حولها.
وأضاف أبو زهري في مؤتمر صحفي السبت، أن الاحتلال يهدف لتنفيذ مخطط جنرالاته الخبيث وتهجير الفلسطينيين حيث يرتكب بحقهم إبادة جماعية عبر تكثيف قصف الأحياء السكنية وخيام النازحين في المدارس، وتدمير عشرات المنازل بشكل يومي، وزرع قنابل في المباني ثم تفجيرها عن بعد، ومنع وصول الوقود إلى المستشفيات والمساعدات الغذائية والأدوية، وقطع الاتصالات والإنترنت، ومحاصرة وقصف المستشفيات، مما يفاقم أوضاعهم الإنسانية الصعبة أصلا، وينذر بارتفاع أعداد الشهداء.
وأكد أن “بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة هي أكبر من أن توصف أو أن تختزل في صورة أو تقرير، فما يجري هو إبادة كاملة وتنفيذ لحكم الإعدام بحق أبناء شعبنا المتواجدين هناك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وكل المواثيق والأعراف الدولية. والمجتمع الدولي ومؤسساته باتوا أمام اختبار حقيقي للخروج من هذا الصمت والعجز، والعمل على احترام القيم الإنسانية والعدالة والمبادئ التي قاموا عليها”.
وتابع: “لم يعد مقبولا الاكتفاء بلغة الشجب والاستنكار والتي يستهين بها الاحتلال ولا يكترث بها، بل يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك الفاعل والجاد لفرض عقوبات على هذه الحكومة الفاشية وعزلها عن كل مؤسسات الأمم المتحدة، والضغط عليها وعلى داعميها حتى يوقفوا حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.
وشدد أبو زهري على أن قطع جيش الاحتلال للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة، يستهدف التغطية على جريمة الإبادة التي يرتكبها، ومحاولة عزل الفلسطينيين، ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن المحرقة والمجزرة اليومية التي ينفذها هناك.
وعبر عن “استهجان الحركة واستنكارها تبني بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية سياسة تحريرية وخطاب إعلامي يتساوق مع أجندات الاحتلال وروايته السوداء في تشويه المقاومة ورموزها الوطنية، مما يجردها من كل قيم الموضوعية والمهنية، ويضعها في صف العدو الصهيوني والشراكة في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة؛ عبر نشر أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحة، توهم بوصول المساعدات إلى كافة مناطق قطاع غزة. والحقيقة أن مساعدات قليلة وصلت إلى منطقة مدينة غزة فقط -وهي كذلك منطقة منكوبة وبحاجة إلى مساعدات – وعليه، فإننا نؤكد مجددا أنه لا مساعدات دخلت إلى محافظة شمال غزة، منذ أكثر من أسبوعين.
وقال أبو زهري: “لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الكذب والتضليل حول وجود مناطق أو ممرات آمنة، يدعو أهلنا للتوجه إليها، فلا وجود لمكان آمن في ظل تصعيده كل أنواع القصف الهمجي؛ فهذا الاحتلال الفاشي يستهدف بالإعدام أو الاعتقال كل منْ يخرج من الشمال إلى المناطق والممرات التي حددها بأنها آمنة”.
وختم أبو زهري حديثه: “نحمل الإدارة الأمريكية وكل الدول الداعمة للاحتلال في حربه، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب يوميا ضد أهلنا في قطاع غزة، بسبب تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة والقنابل والعتاد العسكري، إلى جانب منحه غطاء سياسيا، وندعو محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات طارئة تجبر هذه الدول على وقْف صادرات أسلحتها إلى الكيان الصهيوني”.