المشهد المعاصر | كيف تجعل الشاشات الأطفال والمراهقين أكثر عدوانية وقلقًا؟

26 أكتوبر 2024آخر تحديث :
المشهد المعاصر | كيف تجعل الشاشات الأطفال والمراهقين أكثر عدوانية وقلقًا؟

  • أبحاث تكشف: المراهقون يواجهون معدلات أعلى من القلق والاكتئاب بسبب الشاشات
  • استخدام الشاشات يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب بين الأطفال
  • دراسة: الوقت أمام الشاشات يهدد صحة المراهقين النفسية

تشير دراسات حديثة إلى أن الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون أمام الشاشات يرتبط بزيادة واضحة في أعراض الصحة العقلية، مما يثير مخاوف كبيرة حول العواقب الوخيمة للاستخدام المفرط للتكنولوجيا. في ظل تحول الأنشطة اليومية إلى عادات رقمية، تبدو ظواهر الاكتئاب والقلق كأحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه الشباب.



وتشير الدراسات إلى أن زيادة استخدام الأطفال للشاشات تؤثر سلبًا على صحتهم العقلية، حيث ترتبط بفوائد أقل من الأنشطة المفيدة مثل ممارسة الرياضة والتفاعل الاجتماعي، مما يزيد من خطر ظهور أعراض مثل الاكتئاب، العدوانية، نقص الانتباه، وفرط النشاط.

وفقًا لتقرير نشره موقع “Neuroscience News” استنادًا إلى دورية “BMC Public Health”، أظهرت النتائج أن تأثير الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يختلف بين المجموعات العرقية، حيث كان هناك ارتباط أقوى بين استخدام الشاشات وأعراض الصحة العقلية لدى شريحة من المراهقين مقارنة بنظرائهم من ذوي الأصول الإفريقية أو الآسيوية.

الاكتئاب والسلوك العدواني

أجرت دراسة في جامعة كاليفورنيا متابعة لعدد 9538 طفلًا لمدة عامين، وكشفت النتائج عن أن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات مرتبط بأعراض أشد من الاكتئاب والقلق والعدوانية.

على الرغم من أن التأثيرات كانت صغيرة، إلا أنها كانت متسقة. فقد لوحظ أن الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الشاشات يرتبط بشكل وثيق بأعراض الاكتئاب، وبدرجة أقل مع أعراض السلوكيات الجسدية ونقص الانتباه. وكان استخدام الفيديو والدردشة والرسائل النصية ومشاهدة مقاطع الفيديو ولعب الألعاب الإلكترونية الأكثر ارتباطًا بأعراض الاكتئاب.

نقص الأنشطة البدنية والاجتماعية

ذكر البروفيسور جيسون ناغاتا، الباحث الرئيسي وأستاذ طب المراهقين والشباب بمستشفى للأطفال التابع لجامعة كاليفورنيا، أن “استخدام الشاشات يمكن أن يحل محل الوقت الذي يقضيه المراهقون في النشاط البدني والنوم والتواصل الاجتماعي، مما يسهم في تقليل مستويات الاكتئاب والقلق”.

الفروقات العرقية في التأثيرات

أظهرت النتائج أن المراهقين البيض كانوا أكثر ارتباطًا بين وقت الشاشة وأعراض الاكتئاب ونقص الانتباه والسلوك العدواني مقارنة بالمراهقين ذوي البشرة السمراء، كما كانت لديهم ارتباطات أقوى بأعراض الاكتئاب مقارنة بالأقران الآسيويين. ولم تُظهر الدراسة أي فروق بين الجنسين.

قلق بشأن الصحة العقلية للمراهقين

ارتفع القلق بشأن الصحة العقلية للمراهقين في السنوات الأخيرة مع تزايد استخدامهم للشاشات. فقد أصبح المراهقون أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بنوبات اكتئاب كبرى، وزيادة بنسبة 30% في مخاطر الانتحار مقارنة بما كانت عليه الأمور قبل عقدين. حاليًا، يقضي المراهقون من سن 9 إلى 12 عامًا في المتوسط 5.5 ساعات يوميًا على الشاشات لأغراض غير تعليمية، بينما يقضي المراهقون من سن 13 إلى 17 عامًا حوالي 8.5 ساعات يوميًا.

الاخبار العاجلة