جسر عبدون في العاصمة عمان
نشر :
منذ 18 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 18 دقيقة|
- لجأت منصات إعلامية إلى لغة التهويل بعناوين مثل “ثلوج تغطي المملكة”
أثارت حالة الطقس التي بدأت تؤثر على الأردن منذ السبت 22 فبراير/شباط 2025 جدلاً واسعًا واستياءً ملحوظًا بين الجمهور، بعد أن جاءت التوقعات الجوية بعيدة كل البعد عما تحقق فعليًا.
وطالت الانتقادات دائرة الأرصاد الجوية الأردنية التي أطلقت اسم “جلمود” على ما وصفته بـ”منخفض جوي محمّل بالثلوج” لكنه لم يكن بالأساس منخفض جوي وإنما كنلة هوائية باردة قطبية المنشأ، في خطوة اعتبرها البعض محاولة للفت الانتباه أكثر من كونها تعكس تقديرًا علميًا دقيقًا، لكن الواقع كشف عن أمطار متفرقة وهطولات لزخات ثلجية محدودة للغاية، ما أثار دهشة وتساؤلات حول جدوى هذه التسمية.
لم تقتصر الانتقادات على دائرة الأرصاد وحدها، بل امتدت لتشمل بعض وسائل الإعلام المحلية ومتنبئي الطقس الهواة غير المختصين الذين ساهموا في تضخيم التوقعات.
فقد لجأت منصات إعلامية إلى لغة التهويل بعناوين مثل “ثلوج تغطي المملكة”، بينما ذهب بعض المتنبئين الهواة على الشاشات والإذاعات إلى الادعاء بأن الثلوج قد تهطل على ارتفاعات تصل إلى 200 متر، وهو أمر لم يتحقق.
هذه المبالغات، التي انساق وراءها الجمهور خاصة بعد تسميته اللافتة “جلمود”، دفعت الجمهور للتساؤل عن مصداقية التوقعات الجوية وضرورة أن تكون دقيقة وخالية من الإثارة غير المبررة.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوانوا عن توجيه انتقادات حادة لدائرة الأرصاد، متهمين إياها بالمبالغة في تقدير قوة “جلمود”، حيث كان متوقعًا أن يجلب تراكمات ثلجية كبيرة، لكن النتائج جاءت مخيبة لآمال من وضعوا ثقتهم في النشرات الرسمية.
وتساءل البعض: “لماذا التسمية الدرامية إذا لم تكن الحالة تستحق؟”، مشيرين إلى أن هذا النهج قد يضعف ثقة الجمهور في الجهات الرسمية.
الإعلام بدوره لم يسلم من اللوم، إذ اعتبر النقاد أن التهويل ونشر معلومات غير دقيقة يعود جزئيًا إلى محاولات جذب الانتباه، لكن ذلك يأتي على حساب المصداقية التي يعتمد عليها الجمهور في التخطيط لحياته اليومية.
ويتفق الجميع على أن عدم الدقة، سواء من الأرصاد أو الإعلام، يشكل ضررًا مباشرًا بثقة المتابعين.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستدفع تجربة “جلمود” الجهات المعنية لإعادة تقييم نهجها في التوقعات والتسميات، أم ستظل ساحة الطقس مسرحًا للتهويل والتخمين؟