نشر :
منذ 23 دقيقة|
- سبيل “سبيل معان” عادة من العادات التي يتفاخر بها أهالي معان في الأردن منذ أعوام طويلة
مع دخول شهر رمضان من كل عام تبدأ لجنة خدمات “سبيل معان” تجهيزاتها وتخطيطها لتأمين اللحوم والأرز والدجاج وكافة احتياجات الشهر الفضيل لطهيها وتوزيعها على عابري السبيل والفقراء والمحتاجين في محافظة معان.
وسبيل “سبيل معان” عادة من العادات التي يتفاخر بها أهالي معان في الأردن منذ أعوام طويلة، استقبالهم الحجاج العابرين إلى مكة، يعدون لهم موائد الضيافة الغنية بالأطعمة المتنوعة والشرب، ويهيئون لهم سبل الراحة قبل أن يغادروا لمواصلة طريقهم، فيما يعتمد تمويل “سبيل معان” بشكل رئيس على التبرعات العينية والمالية من التجار والمحسنين من أهالي المدينة، والتي تستمر طيلة أيام الشهر الفضيل.
ويهدف “سبيل معان”، بحسب القائمين عليه، إلى تعميق قيم التكافل والتضامن الاجتماعي خلال الشهر الكريم والتذكير بفضائل هذا الشهر، وحث الخيرين والمقتدرين للمبادرة بمد يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء تحقيقا للمعاني الكبيرة التي تنطوي عليها فضائل الشهر الكريم، إلى جانب أنه يعد من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي والتواد والتراحم في هذا الشهر الفضيل، التي اعتاد عليها أبناء معان منذ سنوات طويلة وارتبطت تاريخيا بالمدينة وأهلها، وهي تقليد للمعاني التاريخية في تقديم وجبات للمعوزين ونظرًا لطول المسافة فقد قسّمت طريق الحج إلى منازل أو استراحات عرفت بمنازل الحج، حيث تنزل فيها القافلة للاستراحة عدة أيّام، وعادة ما تحتوي هذه المنازل آبارًا وتجمعات سكانيّة وأسواقًا ومساجد، بالإضافة إلى حجّاج بلاد الشام، ضمّت قافلة الشام حجّاجًا من آسيا الصغرى وشبه جزيرة البلقان، حيث يبدأ مسيرها من دمشق وتشق طريقها عبر قرى الشام إلى أن تقطع عرض البلقاء حتى تصل إلى معان، وكانت معان عند الحجاج أول الحجاز في الذهاب، وآخره في الإياب وظلّت حتى منتصف القرن التاسع عشر من أكبر البلدان في طريق الحجّ.
وبعد أن يقوم العاملون في السبيل بإنهاء الطهي وكشوفات الأسماء، يتم توزيعها على العائلات المحتاجة، حيث تعمل عشرات المركبات على إيصال 300 وجبة لهذه العائلات، كما يتم إطعام الحجاج والمسافرين وعمال المياومة وطلبة جامعة الحسين بن طلال، بالإضافة إلى من يأتي إلى السبيل من أهل المدينة ويقدّر عدد الوجبات التي يحصلون عليها بـ200-300 وجبة وأكثر.