المشهد المعاصر | “المتسول المطلوب” في رام الله.. قصة كشف المستور

28 مارس 2025آخر تحديث :
المشهد المعاصر | “المتسول المطلوب” في رام الله.. قصة كشف المستور

  • شرطة رام الله تكشف عن مفاجأة صادمة وراء المتسول الشهير

كتبه: العميد لؤي ارزيقات، الناطق الإعلامي باسم الشرطة

في قلب مدينة رام الله، حيث يلتقي الليل بالنهار، كان أحد الشوارع يشهد ظهور شخصٍ يبدو عاديًا في نظر المارة.

رجلٌ يرتدي ملابس بسيطة، يطلب المساعدة يومًا بعد يوم من الناس الذين يمرون بجانبه، متوجهًا إليهم بكلمات استعطافية ودعاء يلامس القلوب، ليجمع الأموال من هذا الطريق ويملأ جيبه بما تيسر له من مساعدات.


كانت هذه هي الواجهة التي يظهر بها، لكن خلفها كانت قصة أخرى، قصة مليئة بالأسرار والخدع.

الشرطة الفلسطينية كانت على دراية متزايدة بظاهرة التسول التي بدأ يتزايد انتشارها في المدينة، وبدأ رجال الأمن بمراقبة الموقف عن كثب.

ومن خلال معلومات استخباراتية دقيقة، اتضح لهم أن هذا المتسول ليس كما يبدو على السطح، فخلف هذه الواجهة البسيطة، كان يخفي العديد من الأسرار التي تستدعي التحقيق.

وفي إحدى الليالي، تحركت قوة من مركز شرطة المدينة لتنفيذ مهمة سرية لضبط هذا المتسول، والتأكد من ما يخفيه.

عند التسلل خلفه، تمكنت القوة الشرطية من القبض عليه بشكل مفاجئ، لتكتشف الشرطة ما وراء هذا الرجل الذي يبدوا عاديًا في المظهر، لكنه كان يقود حياة سرية غير متوقعة.

تم العثور في حوزته على مبلغ 10,370 شيكل نقدًا و20 دينارًا أردنيًا، إضافة إلى ورقة بنكية تحتوي على رصيد ضخم بلغ 163,349 شيكل.

وعلى الرغم من مظهره البسيط، كان هذا الرجل يحمل في طياته المزيد من المفاجآت. فقد تبين أن هذا المتسول كان مطلوبًا للقضاء لعدم سداد ديونه، والتي وصلت إلى 21 ألف شيكل.

ما كان يبدو للناس في البداية كطلب مساعدة عادٍ، تبين أنه كان وسيلة لجمع المال بطريقة غير مشروعة، حيث كان هذا الرجل يستغل ضعف الناس في محاولة التلاعب بمشاعرهم.

وعلى الرغم من أنه كان يظهر كإنسان مسكين يطلب المساعدة، إلا أنه كان يختبئ وراء مظهره البسيط ويعيش حياة مالية موازية بعيدة عن الأنظار.

أُحيل المتسول إلى التحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وبدأت الشرطة بالتحقيق في خلفياته بشكل أعمق.

وقد أثبتت هذه العملية النوعية قدرة الشرطة على كشف الحقائق مهما كانت مدفونة في الظلال أو خلف الأقنعة.

وعبرت عن أهمية اليقظة الأمنية في التعامل مع الظواهر التي قد تظهر بسيطة للوهلة الأولى، لكن وراءها أسرار قد تكون مفاجئة.

وهكذا، كانت هذه الحادثة بمثابة درس في كيفية أن القانون لا يغفل عن أي تفاصيل، وأن أي محاولة للتلاعب أو استغلال الثغرات لن تمر دون أن تكشف، مهما كانت طبيعته أو مظهره.

الاخبار العاجلة