المشهد المعاصر | صغار غزة تحت وطأة الحرب.. “الجهود” الدولية تحلّق لانتشال الطفولة

12 أبريل 2025Last Update :
المشهد المعاصر | صغار غزة تحت وطأة الحرب.. “الجهود” الدولية تحلّق لانتشال الطفولة

  • يمثل الأطفال حوالي نصف سكان غزة النازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة

لاشيء ينبض به قطاع غزة حاليا، سوى الجثث تحت الأنقاض، وصراخ المصابين والمكلومين، منذ السابع من أكتوبر 2023، ويملأ أرجاء القطاع المكلوم، أنين الأطفال الذين استيقظوا فجأة على الغارات الجوية، والقصف، وويلات النزوح، بدل الألعاب، والمدارس، والمرح، في حضن العائلات.

ويمثل الأطفال حوالي نصف سكان غزة النازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، ممن أجبروا على مغادرة منازلهم للبحث عن الأمان والمأوى في أماكن أخرى من القطاع، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر.

الطفلة رزان (11 عاما)، كانت مفعمة بالحياة، ومحملة بالكثير من الأحلام، نشأت في جو من الطمأنينة مع عائلتها بغزة، قبل أن تتحول حياتها إلى جحيم، بعد عملية السابع من أكتوبر، كانت مع عائلتها في منزل عمها عندما تعرض للقصف في الأسابيع الأولى من الحرب فقُتلت والدتها وأبوها وأخواتها.


رزان، كانت شاهدة على فاجعة أكبر من عمرها، لكن الصدمات لم تقتصر على ذلك فحسب، حسب الأمم المتحدة، فقد اضطر الأطباء إلى بتر ساقها لإنقاذ حياتها بسبب عدم وجود الرعاية الطبية اللازمة لتجنب ذلك، لتكمل حياتها بساق واحد، بدون عائلة.

ويقول المتحدث باسم اليونيسف جوناثان كريكس، إن معظم الأطفال الذين التقى بهم أو تحدث معهم، فقدوا أحد أفراد أسرتهم، مشيرا إلى أنه التقى في مركز يستضيف ويعتني بالأطفال غير المصحوبين بذويهم، طفلا وبنت عمه يبلغان من العمر 6 و4 أعوام، قُتل جميع أقاربهما في النصف الأول من ديسمبر وكانت الفتاة البالغة من العمر أربع سنوات – على وجه الخصوص – لا تزال في حالة صدمة.

ولفت إلى أنه قبل هذه الحرب، كان أكثر من 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة، واليوم، تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يحتاجون إلى مثل هذه المساعدة.

معطيات مقلقة

ومع استمرار الحرب في قطاع غزة، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، إثر الوضع الإنساني الكارثي، وخاصة بالنسبة للأطفال، فيما تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا يتامى، فيما كشفت تقديرات أخرى، أن 39,384 طفلاً في قطاع غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما بعد 534 يوماً من العدوان الإسرائيلي، بينهم حوالي 17,000 طفل حرموا من كلا الوالدين، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاسية مع الحياة دون سند أو رعاية.

وأظهرت التقديرات الديموغرافية، أن عدد سكان دولة فلسطين بلغ نحو 5.5 مليون نسمة مع نهاية العام 2024، وتوزعوا بواقع 3.4 مليون في الضفة الغربية و2.1 مليون في قطاع غزة.

وخلال ما يقرب من عان ونصف من الحرب المدمرة واجه الأطفال الفلسطينيون كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث شكلوا مع النساء أكثر من 60% من إجمالي الضحايا، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وأشار إلى الحرب في غزة، أسفرت عن مقتل 50,021 فلسطينياً، بينهم 17,954 طفلاً، منهم 274 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلاً دون عام واحد، و17 طفلاً ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلاً قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج. كما أصيب 113,274 جريحاً، 69% منهم أطفال ونساء، بينما لا يزال أكثر من 11,200 مواطناً مفقوداً، 70% منهم من الأطفال والنساء.

أما في الضفة الغربية، فقد استشهد 923 مواطناً، بينهم 188 طفلاً، و660 جريحاً من الأطفال منذ بدء العدوان الإسرائيلي وحتى تاريخ إصدار هذا البيان.

من جهة أخرى، كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن واقع كارثي عاشه أطفال قطاع غزة ذوو الإعاقة، مشيرا إلى أنه يصاب يوميا 15 طفلاً، بإعاقات دائمة ً، ليصل إجمالي الإصابات إلى 7,065 طفلاً، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم، كما سجل 4,700 حالة بتر، 18% منها (ما يعادل 846 حالات) بين الأطفال، ما زاد من تعقيد المأساة.

جهود دولية وعربية

وأمام الوضع المقلق، شهد قطاع غزة مبادرات دولية، لصالح أطفال غزة، بعد حشد اليونيسف مواردها لزيادة استجابتها الطارئة وتوسيعها.

وظل موظفو اليونيسف حاضرين في الميدان يعملون مع الشركاء لتوفير مياه الشرب المأمونة للأسر المهجّرة، والعلاج للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وإمدادات طبية ولقاحات للأطفال في المستشفيات والملاجئ.

وقالت يونيسف، إنها تعمل على زيادة الدعم المقدم للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليه وتعمل على توسيع نطاق الخدمات القائمة مع إنشاء خدمات جديدة للوصول إلى الأسر المتنقلة. ولكن ما لم يُسمح باستمرار دخول المساعدات إلى قطاع غزة – سواء كان هناك وقف لإطلاق النار أم لا – فإن حوالي مليون طفل سيعيشون بدون الأساسيات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

وضمن الجهود الإقليمية، والعربية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن مبادرة لعلاج 1000 طفل بغزة، بعد نقلهم مع ذويهم الى مستشفياتها المتطورة في أبوظبي ودبي

وأكدت أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وعائلاتهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقا للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم.

كما أرسلت قبل ذلك، مستشفى عائما في مدينة العريش المصرية ، ويضم المستشفى طاقمًا طبيًا وإداريًا إماراتياً من مختلف التخصصات، بسعة تبلغ 100 سرير للمرضى، بالإضافة إلى 100 لمرافقيهم، مع تجهيزات طبية متقدمة تشمل غرف عمليات وعناية مركزة وأقسام أشعة ومختبرات.

وعززت دولة الإمارات، من جهودها لمعالجة المرضى والمصابين الفلسطينيين عبر إقامة مستشفى ميداني داخل القطاع بسعة أكثر من 150 سريرا، كما أقامت المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش المصري الذي يتسع لـ 100 سرير ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية.

Breaking News