طاقة الشمسية تفتح أفقا جديدا في اليمن
نشر :
منذ ساعة|
- دأت الطاقة الشمسية تحتل مكانة بارزة ضمن المشهد الطاقي في عدن
في وقت تواجه فيه اليمن ظروفا استثنائية بسبب الصراع الدائر منذ سنوات، برزت الطاقة المتجددة كعامل تحوّل محتمل في مناطق الحكومة الشرعية، خاصة في عدن وشبوة والساحل الغربي وسقطرى. محطات الطاقة الشمسية العملاقة التي بدأت تنتشر في هذه المناطق لم تعد مجرد مشاريع طاقة، بل أصبحت رمزًا للصمود والطموح نحو مستقبل أكثر استدامة، بدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
في عدن، المدينة التي تُعتبر العاصمة المؤقتة للبلاد، بدأت الطاقة الشمسية تحتل مكانة بارزة ضمن المشهد الطاقي. محطة بقدرة 120 ميغاواط دخلت حيز التشغيل مؤخرًا، لتكون واحدة من أكبر المحطات من نوعها في المنطقة.
ورغم استمرار تحديات توفير الكهرباء بشكل كامل، حيث لا تزال الانقطاعات تلقي بظلالها على الحياة اليومية، فإن هذا المشروع يمثل خطوة أولية لتخفيف الضغط على الشبكة التقليدية المتهالكة، مع إشارات إلى تحسن تدريجي في استقرار التيار.
وفي محافظة شبوة الغنية بالموارد، يبرز مشروع شمسي آخر يمتد على مساحة شاسعة تقدر بـ600 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تبلغ 53 ميغاواط، هذا المشروع، المزود بـ120 ألف لوح شمسي ونظام تخزين متقدم، يوفر بديلاً مستداما للمولدات التقليدية التي تعتمد على الوقود المستورد باهظ الثمن. السكان المحليون، الذين طالما عانوا من تكاليف الطاقة المرتفعة، بدأوا يلمسون فوائد هذا التحول، وإن كان ببطء، حيث يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة غير المستقرة.
على الساحل الغربي، تتجه الأنظار نحو مدينة المخا، حيث يجري تطوير بنية تحتية للطاقة الشمسية تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد، هذا المشروع، المدعوم بتقنيات حديثة تشمل خطوط نقل متطورة، يعكس رؤية طويلة الأمد لتعزيز الاستقلال الطاقي في منطقة لطالما كانت معزولة عن التطورات التنموية.
وفي سقطرى، الجزيرة ذات الطبيعة الخلابة، أدت محطة شمسية جديدة إلى توفير طاقة نظيفة تحافظ على البيئة المحلية، وتدعم السكان في مواجهة التحديات اللوجستية الناجمة عن موقعها النائي.
ما يجمع هذه المشاريع هو الدور الحيوي للتعاون الدولي، حيث لعبت الإمارات دورًا محوريًا في توفير التمويل والخبرات اللازمة لإنجازها.
هذا الدعم، الذي يتجاوز المساعدات التقليدية، يظهر في جودة التنفيذ والتخطيط الاستراتيجي الذي يرافق هذه المبادرات. مسؤولون محليون، بمن فيهم قادة من عدن وشبوة، أعربوا عن تفاؤلهم بهذه الشراكة، مشيرين إلى أنها تمثل نموذجًا لكيفية تحويل الأزمات إلى فرص.
ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام اليمن لتحقيق اكتفاء طاقي كامل، فإن هذه المشاريع تضع حجر الأساس لمستقبل أكثر استدامة.
الطاقة الشمسية، التي باتت تشق طريقها وسط الحرب والدمار، تؤكد أن الإرادة الجماعية والدعم الإقليمي يمكن أن يشكلا فارقًا، حتى في أصعب الظروف.
ومع استمرار هذه الجهود، قد تصبح اليمن نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، حيث تتحول التحديات إلى حلول مبتكرة تضيء دروب التنمية.