- عون وسلام يؤكدان حصر السلاح بيد الدولة وسط تصعيد الاحتلال واستشهاد مدنيين في الجنوب
استشهد شخصان وأصيب اثنان آخران، الأحد، جراء غارات شنّها الاحتلال على مناطق جنوب لبنان، فيما أدلى الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بتصريحات جديدة بشأن قضية سلاح حزب الله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد شخصين وإصابة اثنين آخرين في غارتين للاحتلال على بلدتي حولا وكوثرية السياد.
كما أفادت مصادر إعلامية بأن الاحتلال شنّ غارات على محيط بلدتي أرنون ودير ميماس جنوبي البلاد.
وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال استهدفت سيارة على طريق كوثرية السياد الشرقية، في حين هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان، وسط تحليق مكثّف للطائرات الحربية والمسيّرات المعادية في سماء المنطقة.
من جهته، أعلن الدفاع المدني اللبناني استشهاد أربعة أشخاص إثر انفجار عربة تابعة للجيش اللبناني في بلدة بريقع الجنوبية، وقالت وسائل إعلامية إن التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادث الذي وقع خلال نقل الذخائر من مخلفات الحرب الأخيرة.
عون: قرار حصر السلاح بيد الدولة اتُّخذ
وفي السياق، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون عقب لقائه البطريرك الماروني، على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ، لكن تنفيذه مرهون بالظروف المناسبة.
وقال عون: “أي خلاف داخلي لا يُعالج إلا بالحوار والتواصل، وأي حديث عن حصر السلاح أو غيره يجب أن يتم بهدوء ومسؤولية بعيدًا عن الإعلام”.
وأضاف: “لا نريد الحرب، واللبنانيون لم يعودوا قادرين على تحمّلها أو حتى سماع لغتها”، مؤكداً أن القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله.
سلام: لا سلاح خارج سلطة الدولة
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن الجيش اللبناني نفذ عملية استباقية احترافية في منطقة صيدا الزهراني، ضبط خلالها صواريخ ومنصات إطلاق وأوقف متورطين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم صاروخي جديد نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال سلام إن العملية تثبت أن الدولة تمضي في بسط سيادتها الكاملة على أراضيها، مشدداً على أن قرار السلم والحرب هو حصري بيد الدولة، وهي الجهة الوحيدة المخوّلة امتلاك السلاح.
وفي المقابل، صرّح نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قبل يومين، أن الحزب “لن يسمح لأحد بنزع سلاحه”، لكنه أبدى استعدادًا لمناقشة إستراتيجية دفاعية مشتركة شرط انسحاب الاحتلال وبدء عملية إعادة الإعمار.
خسائر العدوان المتواصل
يُذكر أن الاحتلال شنّ عدوانًا واسعًا على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحوّل إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف مدني.
وكان من المفترض أن يستكمل الاحتلال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط 2025، وفق اتفاق سابق، لكنه لم ينسحب بالكامل، وما زال يحتل خمس تلال رئيسية، بالإضافة إلى شروعه مؤخرًا في إقامة شريط حدودي داخل الأراضي اللبنانية بعمق يتراوح بين كيلومتر واثنين.
ويواصل الاحتلال احتلال أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين، ويرفض الانسحاب منها أو القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل 1967.