أغنية يا قروية تشعل حنين السودانيين وتتصدر منصات التواصل

26 أبريل 2025Last Update :
أغنية يا قروية تشعل حنين السودانيين وتتصدر منصات التواصل
  • الأغنية التي تم تصويرها بالأبيض والأسود منتصف سبعينيات القرن الماضي انتشرت كالنار في الهشيم

في زمن تتنازع فيه الحرب والشتات وجدان السودانيين، ظهرت أغنية قديمة بعنوان “يا قروية” لتمنح لحظات من السكينة والحنين، ولتشعل مواقع التواصل الاجتماعي بموجة وجدانية جارفة، تعيد إلى الذاكرة زمناً كان فيه الريف رمزاً للبساطة والأصالة.

ترند سوداني من زمن الأبيض والأسود

قبل أيام فقط، لم تكن أوبريت “يا قروية” من ضمن المواضيع الرائجة على الإنترنت. لكنها سرعان ما تصدرت الترند بين السودانيين بعد أن أعاد البروفيسور المعز عمر بخيت نشرها عبر صفحته في “فيسبوك”.

الأغنية، التي تم تصويرها بالأبيض والأسود منتصف سبعينيات القرن الماضي، انتشرت كالنار في الهشيم، مثيرة موجة من المشاعر الجياشة والذكريات الجماعية.

القرويات والحلم بالحضر: مشهد بسيط بمعانٍ عميقة
تجسد الأوبريت حواراً غنائياً بين فتيات الريف وفتيات المدينة، في مشهد مسرحي بسيط لكنه يحمل رمزية اجتماعية وثقافية عميقة.
القرويات يحلمن بزيارة العاصمة، بينما تصف لهن فتيات المدينة ملامح الحياة الحضرية.
ورغم بساطة المشهد، يفيض العمل بحس فني صادق، يعكس قيم القرية، والتباين بين الحياة البسيطة في الريف والمظاهر الحديثة في المدن.

الحنين أقوى من الزمن

قالت فاطمة محمد، إحدى السيدات السودانيات، وهي تمسح دموعها:”عندما سمعت الأغنية لم أستطع التحكم في دموعي، شعرت وكأن الزمن عاد بي إلى الوراء، إلى أيام كانت فيها الحياة أبسط”.

وأضافت:”لم أصدق أن الأوبريت لا يزال يحمل تلك القوة العاطفية التي تأثرنا بها في ذلك الزمن”.

هذه الاستجابة ليست فردية، بل تعكس حالة جماعية من الشجن ظهرت على منصات مثل “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث عبّر آلاف السودانيين في الداخل والشتات عن مشاعر مشابهة.

فن حقيقي يتجاوز الزمن

من جهته، قال الإعلامي والناقد السوداني مصعب الصاوي لـ”العربية.نت”:

“لا أستغرب أن تثير الأغنية كل هذه الحالة من التفاعل… ففي زمن الحرب، تستعيد الذاكرة لحظات التماسك والاستقرار”.

وأضاف أن “يا قروية” ليست مجرد أغنية، بل هي وثيقة فنية وثقافية عن زمن نادر يستحيل أن يعود، مشيرًا إلى أن العمل عبّر عن قيم الريف الصادقة مقابل مظاهر المدينة المبالغ فيها.


اقرأ أيضاً: عودة إيمان الطوخي إلى الواجهة.. حقيقة الشائعات والتفاصيل الكاملة


تفاصيل فنية محكمة رغم تقادم الزمن

من الناحية الإخراجية، تميز الأوبريت بـاستخدام التباين البصري (Contrast) بين صفين متقابلين من الفتيات، وبينهما ساحة مركزية لعرض تابلوهات الرقص.

أزياء القرويات جاءت مستمدة من التراث السوداني، بينما تنوعت أزياء فتيات المدينة لتواكب موضة ذلك العصر، مما أضفى واقعية وتنوعًا بصريًا جذابًا حتى بعد مرور نحو 50 عامًا.

الفن الصادق لا يموت

رغم مرور نصف قرن تقريبًا على إنتاج الأغنية، أثبت انتشار “يا قروية” أن الفن الصادق قادر على اختراق الزمن وكسر حواجز التقنية، والوصول إلى قلب جمهور جديد يبحث عن الجمال والمعنى في زمن يغلب عليه الضجيج.

Breaking News