المشهد المعاصر | وفاة صاحب الأحكام التاريخية بحق مرسي ومبارك.. من هو القاضي المصري شعبان الشامي؟

• اشتهر الشامي بلقب “قاضي الإعدامات” كونه صاحب أول حكم قضائي بإعدام رئيس مصري سابق

توفي الاحد المستشار شعبان الشامي، أحد أبرز القضاة في مصر خلال العقدين الماضيين، بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً قضائياً حافلاً بقضايا شديدة الحساسية وهامة في التاريخ السياسي والقضائي المصري المعاصر.

اشتهر الشامي بلقب “قاضي الإعدامات”، كونه صاحب أول حكم قضائي بإعدام رئيس مصري سابق، وهو الحكم الصادر بحق محمد مرسي في قضية “التخابر والهروب من سجن وادي النطرون”، بعد ثورة 25 يناير، كما ترأس محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية “الكسب غير المشروع”.

ولد الشامي وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1975، والتحق بالنيابة العامة ثم سلك القضاء، متدرجاً حتى شغل منصب رئيس محكمة جنايات القاهرة. وكان أول من أدخل الحوسبة الإلكترونية إلى المحاكم في عام 1994، ما جعله من روّاد تطوير العمل القضائي التقني في مصر.

طوال مسيرته، أُسندت إليه ملفات كبرى، من بينها تحقيقات “ثورة الجياع” عام 1977، والفتن الطائفية في الثمانينيات، وحوادث استهدفت الكنائس في القاهرة والفيوم. لكنه برز إعلامياً بشكل لافت بعد عام 2011، حيث تولى محاكمات رموز نظام مبارك وقيادات الإخوان المسلمين المصنّفة إرهابية.

ورغم صرامته في الجلسات، كان الشامي يُعرف بأسلوبه المتوازن وقدرته على التخفيف من التوتر داخل قاعة المحكمة بتعليقات فكاهية، ما أكسبه احتراماً واسعاً حتى من خصومه داخل القاعات.

بوفاته، تطوى صفحة قاضٍ ترك بصمته الواضحة في لحظات مفصلية من تاريخ مصر السياسي والقضائي.