- الخشاشنة: ما حدث يمثل تهديدًا حقيقيًا لأرواح الطلبة
- ما فعله السائق الذي طارد باص الطالبات يقع ضمن المادة (425) من قانون العقوبات الأردني
علي خلف – أثارت حادثة مطاردة باص يقل طالبات مدرسة في منطقة طبربور بالعاصمة عمّان موجة واسعة من الاستياء والغضب، بعد أن ظهر في مقطع فيديو متداول سائق مركبة خاصة يطارد باص صغير يقل طالبات بطريقة متهورة، ما تسبب بحالة من الهلع بين الطالبات.
وفي تعليق قانوني على الحادثة، أكد الخبير القانوني عدنان الخشاشنة أن ما جرى يشكّل “جريمة أمنية” قبل أن يكون مجرد مخالفة سير، مشيدًا بتدخل جهاز الأمن العام وضبط المتسببين.
وقال الخشاشنة: في تصريح لبرنامج نبض البلد عبر قناة “المشهد المعاصر”، إن ما حدث يمثل تهديدًا حقيقيًا لأرواح الطلبة، ولو وقع حادث خلال المطاردة، لكانت النتائج كارثية، وربما أزهقت أرواح العشرات من الطلاب لا قدر الله”.
وأضاف أن الحادثة ليست معزولة، إذ تتكرر مشاهد التهور والتسابق يوميًا من قبل سائقي باصات النقل العام والخاصة، في ظل ضعف الرقابة على قطاع نقل الطلبة.
وأشار إلى أن تعليمات وأنظمة مركبات نقل الطلاب “راقية ومتقدمة”، لكن الخلل يكمن غالبًا في السائقين لا في المركبات، موضحًا أن كثيرًا من السائقين يفتقدون للرادع الأخلاقي أو الكفاءة السلوكية المطلوبة، داعيًا إلى اعتماد معايير دقيقة في اختيار سائقي حافلات الطلبة.
وأكد الخشاشنة أن ما فعله السائق الذي طارد باص الطالبات يقع ضمن المادة (425) من قانون العقوبات الأردني، والتي تنص على عقوبة الحبس من 3 أشهر وحتى 3 سنوات في حال التلويح أو التهديد باستخدام القوة، إلى جانب عقوبات سير تصل إلى شهرين حبس وغرامة 200 دينار عن القيادة الاستعراضية والمتهورة.
وطالب الخشاشنة بتغليظ العقوبات في مثل هذه الحالات، داعيًا أولياء الأمور إلى متابعة الشكوى الجزائية، مشيرًا إلى أن المدعي العام يملك صلاحية تحريك دعوى الحق العام بحق أي شخص يُثبت تورطه في تهديد سلامة الطلبة.
من جانبه، وصف الدكتور صالح بركات، أستاذ العلوم التربوية، الحادثة بأنها “مؤسفة وهزّت مشاعر الجميع”، محذرًا من أن مثل هذه التصرفات تهدد أمن الطلبة النفسي قبل الجسدي.
وقال إن بعض سائقي باصات المدارس يمارسون سلوكيات غير لائقة، مثل تشغيل أغاني خادشة للحياء أمام الطلبة.
ودعا بركات الأهالي والمدارس الخاصة إلى التأكد من حسن سيرة وسلوك السائقين، ومراقبة سلوكهم وتوفير بيئة آمنة للنقل المدرسي.
وكان مصدر أمني قد أفاد لـ”المشهد المعاصر أخبار”، بوقوع خلاف صباح الأحد بين عدد من سائقي الباصات الصغيرة العاملة على نقل الطالبات في منطقة طبربور، تطوّر إلى مطاردة أحد الباصات أثناء تحميله للطالبات، ما تسبب بحالة من الذعر الشديد بين الطالبات.
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تحركت فورًا للموقع، وتم ضبط طرفي الخلاف وتحويلهم إلى المركز الأمني المختص، حيث باشرت التحقيقات تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ودعا المصدر المواطنين إلى عدم استخدام مركبات غير مرخصة أو مؤهلة لنقل الطلبة، حرصًا على سلامتهم وضمانًا لسير العملية التعليمية دون تهديد أو فوضى.