- الصين لا تزال تتربع على عرش أكبر منتجي الذهب عالمياً
في عالم تتزايد فيه التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد وتتفاقم المخاوف من التقلبات، يبقى الذهب محتفظًا ببريق خاص يلفت إليه الأنظار كأحد أهم الأصول وأكثرها استقرارًا.
لكن خلف هذا البريق، تكمن صناعة تعدين ضخمة تتنافس فيها دول العالم على احتلال الصدارة. اليوم، نكشف عن عملاق هذه الصناعة:
الصين، التي لا تزال تتربع على عرش أكبر منتجي الذهب عالمياً.
منذ أكثر من عقد من الزمان، رسخت الصين مكانتها كقوة لا تُضاهى في استخراج المعدن النفيس.
وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) ومجلس الذهب العالمي (World Gold Council) حافظت بكين على ريادتها في عام 2024، بإنتاج قُدِّر بنحو 380 طناً مترياً.
هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو شهادة على الاستراتيجية الصينية المحكمة في استغلال مواردها الطبيعية الهائلة، مدعومة بشركات تعدين عملاقة مملوكة للدولة مثل China Gold International Resources وShandong Gold.
لا تكتفي الصين بالإنتاج، بل هي أيضاً المستهلك الأكبر للذهب، ويقوم بنكها المركزي بتعزيز هذا الدور من خلال عمليات الشراء المستمرة للمعدن، مما يؤكد أهميته الاستراتيجية لديها.
عمالقة أخرى في ساحة التعدين العالمية: منافسة محتدمة
بينما تتربع الصين على القمة، لا تخلو الساحة من منافسين أقوياء يسعون لزيادة حصتهم في سوق الذهب العالمي:
روسيا وأستراليا: تتنافسان بقوة على المرتبة الثانية والثالثة، حيث سجلت روسيا إنتاجاً بلغ حوالي 310 أطنان مترية في عام 2024، تليها أستراليا بنحو 290 طناً مترياً.
تمتلك الدولتان احتياطيات هائلة، وتعدان من اللاعبين المحوريين في تحديد ديناميكيات السوق.
كندا والولايات المتحدة: تحتلان مراكز متقدمة، حيث أنتجت كندا قرابة 200 طن متري ، والولايات المتحدة حوالي 170 طناً مترياً. تُعرف الولايات المتحدة بمناجمها الضخمة في ولاية نيفادا، مثل Carlin وCortez، التي تعد من أكبر مجمعات إنتاج الذهب في العالم.
دول صاعدة: دخلت كازاخستان قائمة أكبر 10 منتجين بإنتاج يقارب 130 طناً مترياً، وتساهم دول مثل المكسيك، إندونيسيا (موطن منجم جراسبيرج العملاق)، جنوب أفريقيا، وأوزبكستان بكميات كبيرة في إمدادات الذهب العالمية.
تحديات واعدة لمستقبل الذهب
شهد المعروض العالمي من الذهب ارتفاعاً بنسبة 1% على أساس سنوي في عام 2024، ليصل إلى 4974.5 طناً، وهو أعلى مستوى له منذ 30 عاماً، مدفوعاً بتحسينات في عمليات التعدين.
لكن صناعة الذهب ليست بلا تحديات. تواجه شركات التعدين ارتفاعاً في التكاليف التشغيلية، وتراجعاً في جودة بعض الاحتياطيات المكتشفة حديثاً، إضافة إلى لوائح بيئية متزايدة الصرامة.
هذه العوامل تدفع الدول والشركات لتبني تقنيات تعدين أكثر ابتكاراً وكفاءة، واستكشاف مناطق جديدة لضمان استمرارية الإمداد.
ويظل الذهب أصلًا استراتيجيًا واقتصاديًا مهماً. ومع استمرار الصين في قيادة هذا القطاع، ستشهد الساحة العالمية منافسة محتدمة، تضع معايير جديدة للابتكار والاستدامة في عالم تعدين الذهب.