المشهد المعاصر | استعدادا لمحطة مصيرية.. “غرف عمليات” في منازل طلبة التوجيهي قبيل الامتحانات

2 يونيو 2025Last Update :
المشهد المعاصر | استعدادا لمحطة مصيرية.. “غرف عمليات” في منازل طلبة التوجيهي قبيل الامتحانات

  • تتجه أنظار الأسر الأردنية نحو التاسع عشر من حزيران الموعد المرتقب لانطلاق امتحانات التوجيهي

مع اقتراب 19 حزيران 2025، يبدأ العد التنازلي لآلاف طلبة التوجيهي في الأردن، ومن بينهم أحمد علي، طالب المسار الأكاديمي الذي حوّل غرفته إلى ما يشبه “غرفة العمليات” استعدادًا لهذه المحطة المصيرية في حياته.

بينما تتجه أنظار الأسر الأردنية نحو التاسع عشر من حزيران، الموعد المرتقب لانطلاق امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) لعام 2025، تتصاعد وتيرة الاستعدادات في كل بيت يحتضن طالباً أو طالبة في هذه المرحلة الفاصلة.

وفي قلب العاصمة عمان، يعيش أحمد علي، طالب المسار الأكاديمي، هذه الأجواء بكل تفاصيلها، محولاً روتين يومه إلى سباق مع الزمن وهدف نحو تحقيق حلمه الجامعي.

أحمد، ذو السابعة عشرة عامًا، يجلس بين أكوام الكتب والملازم، قلم التحديد الملون لا يفارق يده، وعيناه لا تزيغان عن الشروحات المعلقة على الجدران.

“هذه الفترة هي الأهم في حياتي حتى الآن،” يقول أحمد بصوت يمتزج فيه التعب بالأمل، “كل يوم وكل ساعة أخصصها للدراسة، لأن المستقبل الذي أطمح إليه يعتمد بشكل كبير على هذه الامتحانات.”

يعتمد أحمد خطة دراسية صارمة، تبدأ من ساعات الفجر الأولى وتستمر حتى وقت متأخر من الليل، مع فترات راحة قصيرة ومجدولة، ربما لا تكون خطة سليمة بحذافيرها.

“الموازنة بين المواد هي التحدي الأكبر،” يضيف أحمد، “أحرص على تخصيص وقت متساوٍ لكل مادة، وأركز على حل الامتحانات الوزارية للسنوات السابقة لفهم نمط الأسئلة.”

ليست المذاكرة وحدها هي ما يشغل بال أحمد. فالقلق والتوتر جزء لا يتجزأ من تجربة التوجيهي.

“أحيانًا أشعر بضغط كبير، خاصة عندما أفكر في المنافسة أو في حجم المسؤولية،” يعترف أحمد، “لكن دعم عائلتي وتشجيعهم يمنحني القوة للاستمرار.”

والدة أحمد، السيدة فاطمة، تراقب ابنها بحب وفخر. “نحن نحاول توفير كل الأجواء الهادئة والمناسبة له،” تقول السيدة فاطمة، “فهذه المرحلة ليست فقط لأحمد، بل هي مرحلة تشارك فيها العائلة بأكملها.”

وبالإضافة إلى المراجعة الذاتية، يلتحق أحمد بدورات تقوية في بعض المواد التي يجد فيها صعوبة. “الدورات تساعدني على فهم أعمق لبعض المفاهيم المعقدة، وتتيح لي الفرصة لطرح الأسئلة ومناقشة الزملاء،” يوضح أحمد.


تؤكد وزارة التربية والتعليم أن الاستعدادات اللوجستية والفنية لعقد الامتحانات تسير على قدم وساق، مع التأكيد على جاهزية القاعات وتوفير بيئة مناسبة للطلبة لأداء امتحاناتهم بأريحية.

وفي ظل هذه الاستعدادات الرسمية والشخصية، يبقى الأمل معقوداً على طلبة التوجيهي، كأحمد، لتحقيق أفضل النتائج والعبور نحو أبواب التعليم العالي، حالمين بمستقبل واعد ينتظرهم بعد هذا السباق التعليمي الكبير.

مع دقات الساعة التي تقترب من 19 حزيران، يتجدد العزم في قلوب آلاف الطلبة، حاملين أحلامهم وطموحاتهم بين صفحات كتبهم، على أمل أن تكون نهاية هذا السباق بداية لمستقبل مشرق.

Breaking News