نشر :
منذ 36 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 36 دقيقة|
- ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت بنحو 79.04 دولارًا للبرميل
وسط تصاعد التوتر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، تراقب الأسواق العالمية عن كثب تطورات المشهد، خاصة في ظل احتمال انخراط الولايات المتحدة عسكريًا، ما قد يؤدي إلى تحولات دراماتيكية في أسعار الطاقة، وتبعات مباشرة على معدلات التضخم وثقة المستثمرين.
وبينما يتصاعد القصف المتبادل بين طهران وتل أبيب، يدرس المستثمرون احتمالات توسّع النزاع وانعكاساته على سوق النفط، وأسواق المال، وأسعار الفائدة، وقيمة الدولار، في وقت تبدو فيه كل الاحتمالات مفتوحة.
سوق النفط
سوق النفط كان الأكثر تأثرًا بالتوتر المتصاعد، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 18% منذ 10 يونيو، لتسجّل 79.04 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر. وارتفع الخام الأميركي بنحو 10% خلال أسبوع، وسط قلق متزايد من تعطيل الإمدادات إذا ما توسعت رقعة الحرب.
وتشير توقعات مؤسسات مالية، أبرزها “أوكسفورد إيكونوميكس”، إلى أن إغلاق مضيق هرمز أو توقف الإنتاج الإيراني كليًا قد يدفع أسعار النفط نحو 130 دولارًا للبرميل، مما يرفع التضخم الأمريكي إلى نحو 6% بنهاية العام.
التضخم وأسعار الفائدة
تشير التقديرات إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد قد يُجهض أي آمال بخفض أسعار الفائدة في المدى القريب، ويزيد الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كما سيؤدي ذلك إلى تآكل الدخل الحقيقي للمستهلك، ويُضعف من وتيرة الإنفاق الاستهلاكي، ما يزيد من هشاشة التعافي الاقتصادي.
وقالت “أوكسفورد إيكونوميكس” إن أي صدمة نفطية ستكون كفيلة بتقويض فرص التيسير النقدي هذا العام، بسبب التضخم المرتفع وتداعياته الثانوية.
استقرار حذر وسط توتر متصاعد
حتى الآن، أبدت مؤشرات الأسهم الأمريكية، مثل “ستاندرد آند بورز 500″، مقاومة نسبية للاضطرابات، دون أن تشهد تقلبات كبيرة. إلا أن خبراء مثل “سيتي غروب” حذروا من أن الارتفاع الحاد في أسعار النفط قد ينعكس لاحقًا على الأسواق المالية، خاصة إذا طال أمد الأزمة أو تطورت نحو مواجهة إقليمية أوسع.
التاريخ يشير إلى أن تأثير الحروب على الأسهم يكون مؤقتًا؛ ففي أعقاب غزو العراق عام 2003، والهجمات على منشآت النفط السعودية عام 2019، تراجعت المؤشرات في البداية لكنها عادت للصعود خلال أسابيع.
الدولار الأمريكي
رغم تراجع الدولار خلال الأشهر الماضية، يعتقد محللون أنه قد يستفيد مؤقتًا من الطلب على الملاذات الآمنة إذا انخرطت واشنطن مباشرة في الحرب. وقالت مجموعة “ماكواري” إن الأسواق قد تركز أكثر على الأضرار التجارية لأوروبا واليابان، بدلاً من الصدمة الاقتصادية المباشرة على أمريكا، ما يدعم الدولار مؤقتًا.
لكن في المدى البعيد، يظل تكرار سيناريوهات مثل ما بعد هجمات 11 سبتمبر مطروحًا، عندما أدى الانخراط العسكري الأمريكي الطويل في أفغانستان والعراق إلى ضعف الدولار على المدى الاستراتيجي.
قرار ترمب
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيحدد خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك مباشرة في الحملة العسكرية ضد إيران، وهو قرار من شأنه أن يقلب الموازين في الأسواق ويحدّد مسار الاقتصاد العالمي للأشهر القادمة.