- ترمب يوقف الحرب بضربة ويعلن الهدنة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي
- ترمب يستثمر الضربة سياسيًا ويكسب في الداخل الأمريكي
- تحت الضغط الأمريكي.. الاحتلال الإسرائيلي يمتنع عن التصعيد بعد الهدنة
- ترمب يُرضي الجميع: ضربة لإيران وسلام مفاجئ في الشرق الأوسط
- الحرب توقفت.. لكن الشكوك تحاصر وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال
في خطوة مفاجئة أربكت الحلفاء والخصوم على حد سواء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقفًا لإطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، بعد أقل من 48 ساعة من إصدار أوامره بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية، في تحرك وصفه البعض بـ”الضربة الخاطفة” التي أوقفت الحرب وأثارت الحيرة في الأوساط الدولية.
وبينما ادّعى كل من إيران والاحتلال الإسرائيلي وترمب تحقيق “انتصار” خاص به بعد 12 يومًا من المواجهة، يبقى المشهد الإقليمي غارقًا في حالة من عدم اليقين، وسط مخاوف من هشاشة الهدوء القائم.
قصف أمريكي… فوقف نار
خلال أيام الحرب، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على أهداف إيرانية، بينها مواقع عسكرية ونووية، وردّت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة تجاه الداخل العبري. وفي تصعيد بارز، قصفت إيران قاعدة العديد الأمريكية في قطر، ما دفع واشنطن إلى الرد مباشرة بضربات على منشآت نووية داخل إيران.
لكن ترمب، وعلى غير المتوقع، اختار عدم التصعيد بعد الهجوم الإيراني، واعتبره “ضعيفًا للغاية”، شاكرًا طهران على ما وصفه بـ”الإشعار المبكر”، في موقف فتح الباب نحو إعلان مفاجئ لوقف إطلاق النار عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي.
مخرج للطرفين… بضغط أمريكي
وأظهرت التطورات أن جميع الأطراف كانت بحاجة لمخرج: إيران التي فقدت قادة كبارًا ومنشآت استراتيجية، والاحتلال الإسرائيلي الذي تعرضت جبهته الداخلية لهجمات صاروخية غير مسبوقة منذ عقود، وترمب الذي واجه انتقادات حادة لتدخله العسكري، رغم وعوده الانتخابية بعكس ذلك.
واعتبر باحثون أن الضغط الأمريكي على الاحتلال الإسرائيلي لعدم الرد على إيران بعد إعلان الهدنة، أظهر حدود الدعم الأمريكي غير المشروط لحكومة نتنياهو، رغم التقدير السياسي والعسكري الذي تحظى به.
تقييم الضربة… وفعالية وقف النار
رغم تأكيد ترمب أن الضربات “دمرت” البرنامج النووي الإيراني، إلا أن تقريرًا استخباراتيًا أوليًا أشار إلى أن الضربة أعادت البرنامج النووي أشهرًا قليلة فقط إلى الوراء، دون القضاء عليه فعليًا.
ويرى محللون في معهد الشرق الأوسط أن ثبات وقف إطلاق النار غير مضمون، خصوصًا في ظل التصعيد المتواصل في جبهات أخرى، مثل غزة ولبنان، التي تشهد منذ فترة خرقًا للهدن المعلنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويشير خبراء إلى أن دولًا خليجية، على رأسها قطر، لعبت دورًا دبلوماسيًا حاسمًا خلف الكواليس، ما ساعد في احتواء التصعيد ومنع تحوله إلى حرب إقليمية شاملة.
المكاسب السياسية لترمب
داخليًا، تمكن ترامب من تثبيت صورته كصانع سلام دون الانزلاق في حرب طويلة، ما ساعده على تهدئة القواعد الجمهورية المترددة، وأبقى على وحدة صفّه الانتخابي، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لكن رغم الترحيب من المحافظين، لم يسلم ترمب من انتقادات الديمقراطيين، الذين انقسموا بين رفض الضربة العسكرية ورفض تراجع واشنطن عن الرد بعد الهجوم الإيراني.
التحدي المقبل: غزة
ويرى مراقبون أن الاختبار الأكبر لترمب سيكون في غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته رغم اتفاقات وقف إطلاق النار المعلنة مع حماس وحزب الله.
وقالت الباحثة أنيل شيلين إن “ترمب أظهر أنه قادر على ضبط الاحتلال الإسرائيلي متى اختار، وعليه الآن أن يفعل الشيء ذاته في غزة”.