- كثف الجيش السوداني من استخدام الطائرات المسيرة في عملياته
صعّدت القوات المسلحة السودانية من عملياتها العسكرية في ملاحقة قوات الدعم السريع، مستهدفة مواقع استراتيجية في إقليمي دارفور وكردفان، في محاولة لبسط سيطرتها واستعادة زمام المبادرة، تزامناً مع مواجهة “الدعم السريع” لفوضى أمنية داخلية في مناطق سيطرتها وتزايد القلق الأممي من أنشطتها العابرة للحدود.
ضربات جوية في دارفور
في تطور لافت، كثف الجيش السوداني من استخدام الطائرات المسيرة في عملياته، حيث استهدف مركزاً لتجميع وتدريب المقاتلين تابعاً للدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات الدعم السريع كانت تستخدم مقرات سكن طلاب جامعة نيالا كمركز تدريب للمرتزقة.
وأكد شهود عيان سماع دوي ثلاثة انفجارات قوية ومشاهدة سيارات إسعاف تنقل مصابين يرتدون زي الدعم السريع إلى المستشفى التركي بالمدينة.
كما امتدت ضربات المسيرات لأول مرة إلى ولاية غرب دارفور، مستهدفة معسكراً للتجنيد في منطقة “هبايل” وموقعاً عسكرياً في بلدة “سيسي”.
فوضى داخلية واقتحام سجون
فيما يعكس حالة الانفلات الأمني، شهدت مدينة نيالا اقتحام مسلحين يتبعون للدعم السريع لسجني “كوبر” و”دقريس” وإطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين والأسرى بقوة السلاح.
وأدت محاولة إطلاق سراح قائد في سجن دقريس إلى مواجهات عنيفة مع قوة حماية السجن، نتج عنها مقتل 23 شخصاً من الجانبين، من بينهم مدير السجن.
ودفع هذا الحادث الإدارة المدنية التي شكلتها قوات الدعم السريع في جنوب دارفور إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الواقعة، في اعتراف ضمني بفقدان السيطرة على بعض عناصرها.
تقدم للجيش في جنوب كردفان
على جبهة أخرى، أعلن الجيش السوداني عن تحقيق انتصار استراتيجي في ولاية جنوب كردفان، حيث تمكن من إعادة فتح الطريق القومي “كادقلي – الدلنج” بعد معارك عنيفة ضد “الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع.
وأكد قائد الفرقة 14 مشاة، اللواء فيصل مختار الساير، أن قواته هزمت “الحركة الشعبية” في منطقة الكرقل، ودمرت واستولت على عدد من الدبابات، متوعداً بمطاردة “المليشيات” وتطهير كل الولاية.
قلق أممي من تجنيد عابر للحدود
على الصعيد الدولي، قدمت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، إحاطة لمجلس الأمن كشفت فيها عن قيام قوات الدعم السريع بعمليات تجنيد في شمال شرق جمهورية أفريقيا الوسطى، وتزايد وجود عناصرها في منطقة أبيي المتنازع عليها، مما يفاقم الوضع الهش في المنطقة.
وحذرت بوبي من أن النزاع في السودان يتجه نحو التصعيد مع استخدام الأسلحة المتطورة كالطائرات المسيرة، متوقعة أن تصبح مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان نقطة اشتعال رئيسية قادمة.
وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، أشارت إلى أن الأمم المتحدة تسعى لهدنة إنسانية مؤقتة في الفاشر، وقد وافق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على طلب بوقف القتال لمدة أسبوع لتسهيل وصول المساعدات.