نشر :
منذ 39 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 37 دقيقة|
- إعلام عبري: حماس رصدت إعلانًا عبر الإنترنت لتشغيل خدمات تنظيف لدى الوحدة 8200
في تطور يكشف عن أبعاد جديدة في حرب الأدمغة والاستخبارات، كشفت مصادر عسكرية تابعة لكيان الاحتلال عن إحباط محاولة وصفتها بـ”الخطيرة والنوعية” من جانب حركة حماس، كانت تهدف إلى اختراق إحدى القواعد الحساسة التابعة لـ”وحدة 8200″، ذراع التجسس الإلكتروني الأهم في جيش الاحتلال.
الخطة، التي تم الكشف عنها من خلال وثائق عُثر عليها في قطاع غزة، لم تعتمد على الأنفاق أو الصواريخ، بل على ثغرة مدنية غير متوقعة: مناقصة علنية لخدمات التنظيف.
خطة الاختراق: استغلال ثغرة في العلن
بحسب ما أوردته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية نقلاً عن مصادر عسكرية، فإن تفاصيل المخطط بدأت تتكشف بعد عثور قوات الاحتلال على وثائق داخل قطاع غزة خلال عملياتها العسكرية. أوضحت هذه الوثائق أن حركة حماس رصدت مناقصة علنية نشرها جيش الاحتلال عبر الإنترنت لتوظيف شركة تنظيف مدنية للعمل في منشأة بالغة الحساسية تابعة للوحدة 8200.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، أدركت حماس الأهمية الاستراتيجية لهذه الفرصة، وبدأت على الفور في الإعداد لاستغلالها كنقطة دخول محتملة للوصول إلى عمق واحدة من أكثر القواعد سرية وتحصينًا. كانت الخطة تهدف إلى استخدام عقد التنظيف كـ”حصان طروادة”، إما لزرع عملاء بشكل مباشر داخل القاعدة، أو لجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن طبيعة عملها، وتحركاتها، وأنظمتها الأمنية من خلال عاملين يخضعون لسيطرتها.
الإحباط ورد الفعل: تحصين الثغرات الأمنية
فور اكتشاف الوثائق وفهم خطورة المخطط، أصدرت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال أوامرها بوقف فوري للمناقصة وإلغائها، وشكلت لجنة تحقيق عاجلة لبحث كيفية وصول هذه المعلومات الحساسة إلى العلن.
ولم يتوقف رد الفعل عند هذا الحد، بل اتخذت قيادة الاحتلال سلسلة من الإجراءات المشددة لمنع تكرار مثل هذه الثغرات مستقبلاً. وشملت هذه الإجراءات، بحسب الصحيفة، تعزيز بروتوكولات الأمن السيبراني بشكل واسع، ومراجعة سياسات نشر المعلومات المتعلقة بالمواقع والمنشآت العسكرية عبر الإنترنت، وتشديد الرقابة على كافة العقود المدنية التي يتم إبرامها مع شركات خاصة للعمل داخل القواعد العسكرية.
وحدة 8200: قلب الاستخبارات في مرمى النار
تكمن خطورة هذه المحاولة في أنها استهدفت “جوهرة التاج” في المنظومة الاستخباراتية لكيان الاحتلال. تُعرف وحدة 8200 بدورها المحوري في عمليات التجسس الإلكتروني واعتراض الإشارات (SIGINT)، ويُقارن دورها داخل جيش الاحتلال بأهمية وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA).
وعلى مدى سنوات، نُسب لهذه الوحدة تحقيق إنجازات استخباراتية كبيرة، لا سيما في مواجهة ما تعتبره تل أبيب تهديدات وجودية من إيران وحزب الله اللبناني. إلا أن هيبتها تعرضت لضربة قاصمة بعد فشلها الذريع، إلى جانب باقي أجهزة الاستخبارات، في التنبؤ أو كشف هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما وضعها تحت مجهر النقد والمساءلة الداخلية. وتأتي محاولة الاختراق الأخيرة لتزيد من الضغط على هذه الوحدة، وتكشف عن نقاط ضعف هيكلية في واجهتها المدنية.
دلالات ومعاني
تُظهر هذه الحادثة تطوراً في أساليب المواجهة التي تتبعها حركة حماس، وانتقالها إلى محاولة استغلال الثغرات البيروقراطية والمدنية في بنية الاحتلال الأمنية شديدة التعقيد. كما تسلط الضوء في المقابل على حقيقة أن أكثر المنشآت العسكرية تحصيناً قد تكون عرضة للاختراق ليس عبر القوة العسكرية، بل من خلال أبسط واجهاتها مع العالم الخارجي، كعقد تنظيف منشور على الإنترنت.