المشهد المعاصر | وجبات سريعة وسكريات قد تسرّع البلوغ لدى الأطفال

• دراسة: الوجبات السريعة قد تساهم في تسريع البلوغ لدى الأطفال خصوصًا الفتيات

أظهرت دراسات حديثة ارتباطًا مباشرًا بين الإكثار من تناول الوجبات السريعة والمصنعة، والغنية بالدهون والسكر، وبين تسارع ظهور علامات البلوغ لدى الأطفال، خصوصًا الفتيات.

ووفقًا لدراسة منشورة في المجلة السعودية للعلوم الطبية (Saudi Journal of Medical Sciences) عام 2021، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة – كما في الوجبات السريعة – ترتبط بارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال، وهي من العوامل الرئيسية في تحفيز البلوغ المبكر، خاصة لدى الفتيات.

من جهتها، نشرت دورية BMC Public Health دراسة موسعة أُجريت في الصين، شملت أكثر من 3,000 طفل، وربطت بين النمط الغذائي “غير الصحي” – الذي يشمل الأطعمة المقلية، المشروبات الغازية، والوجبات الجاهزة – وبين ظهور علامات البلوغ المبكر، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم.

وتوضح الباحثة الصينية Zhu Huilan، المؤلفة المشاركة في الدراسة، أن “نوعية الطعام قد تؤثر مباشرة على توازن الهرمونات المحفّزة للنضوج الجنسي، ومنها هرمون IGF-1 وهرمون اللبتين، وهما مرتبطان بالسمنة والتغذية”.

في السياق نفسه، نبه تقرير علمي منشور في موقع New Concept Nutrition الأسترالي إلى أن ارتفاع مستويات الدهون والبروتين الحيواني في النظام الغذائي يؤدي إلى زيادة مستويات IGF-1، مما يُسرّع من عملية البلوغ لدى الأطفال.

أما بخصوص الحديث عن الملح، فأظهرت دراسة منشورة في دورية Reproductive Biology and Endocrinology أن الأنظمة الغذائية عالية الملح، خاصة عند دمجها مع نسبة دهون مرتفعة، قد تؤخر البلوغ عند الفئران الإناث، مما يعارض الفكرة الشائعة بأن الملح بحد ذاته يسرّع البلوغ.

وفي مقال موسع بمجلة The New Yorker عام 2020، ناقشت الكاتبة Chloe Cooper Jones ارتفاع معدلات البلوغ المبكر لدى الفتيات في الولايات المتحدة، مشيرة إلى عوامل مثل السمنة والتغذية غير الصحية، بالإضافة إلى الملوثات البيئية وتأثيراتها على نظام الغدد الصماء.

بعض الباحثين يحذرون من التعميم، مؤكدين أن الوراثة، العوامل البيئية، ومستوى النشاط البدني تلعب أيضًا أدوارًا رئيسية في تحديد توقيت البلوغ، ولا يمكن تحميل النظام الغذائي وحده كامل المسؤولية