قوات الاحتلال في غزة
نشر :
منذ ساعة|
اخر تحديث :
منذ 57 دقيقة|
- ما يجري هو تفعيل لخطة “ب” أُعدت مسبقاً لتُنفذ في حال فشل مسار المفاوضات
أفاد مراسل المشهد المعاصر في فلسطين المحتلة بأن جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي بدأ يوم الإثنين، هجوماً جديداً جنوب مدينة دير البلح، في خطوة يراها محللون بأنها بداية لتنفيذ خطة عسكرية بديلة تهدف إلى الفصل الجغرافي الكامل بين وسط قطاع غزة وجنوبه، واستخدام سلاحي التجويع والتعطيش كأداتين مركزيتين في هذه المرحلة الجديدة من حرب الإبادة.
وأضاف مراسلنا أن الخرائط العملياتية التي نشرها المتحدث باسم جيش الاحتلال تظهر أن الهدف المباشر للقوات المتقدمة هو الوصول إلى شارع الرشيد الساحلي وقطعه، وهو ما لم يتحقق بعد.
خطة الحصار والتجويع
بحسب محللين عسكريين، فإن ما يجري هو تفعيل لخطة “ب” أُعدت مسبقاً لتُنفذ في حال فشل مسار المفاوضات، وتنسجم هذه الخطة مع رؤية المؤسسة العسكرية لكيان الاحتلال. وتقوم على المبادئ التالية:
العزل والحصار: محاصرة التجمعات السكانية الثلاثة الكبرى المتبقية في القطاع (غرب مدينة غزة، مخيمات وسط القطاع، ومنطقة المواصي) وفصلها عن بعضها بشكل كامل.
حشر النازحين: سيؤدي هذا الفصل عملياً إلى حصر مئات آلاف النازحين من مدينتي خانيونس ورفح في الشريط الساحلي الضيق المعروف بـ”مواصي خانيونس”، بينما ستُحاصر المحافظة الوسطى بين هذا الفاصل الجديد ومحور “نتساريم” شمالاً.
استخدام التجويع كسلاح: الأخطر في هذه الخطة هو أنها تتضمن فرض حصار خانق على المناطق التي تم حشر السكان فيها، واستخدام سلاحي التجويع والتعطيش بشكل ممنهج وشامل، بحيث يتجاوز الوضع الحالي الكارثي.
عمليات محدودة: يترافق الحصار مع تنفيذ عمليات توغل محدودة وخاصة داخل هذه المناطق المحاصرة، بهدف “رفع الكلفة إلى الحد الأقصى مقابل كل يوم لا يتم فيه التوصل إلى اتفاق”، مع نية لتوسيع السيطرة لتشمل 90% من مساحة القطاع.
الضغط على المفاوضات
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد العسكري، رغم أنه يمثل خطة حقيقية موضوعة للتنفيذ، إلا أنه يحمل في طياته محاولة لممارسة أقصى درجات الضغط على طاولة المفاوضات.
ومع ذلك، لا يبدو أن معظم الأطراف الفاعلة ترغب في الوصول إلى هذا السيناريو الكارثي، باستثناء وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال، مثل سموتريتش وبن غفير، الذين يدفعون باتجاه تنفيذ مثل هذه المخططات التي تهدف إلى جعل الحياة في غزة مستحيلة.