- وفاة الشقيقة السادسة في واقعة “المرض الغامض” بمصر والنيابة تأمر باستخراج الجثامين لفحصها
توفيت الطفلة فرحة ناصر، البالغة من العمر 14 عامًا، لتكون الشقيقة السادسة والأخيرة من بين الأطفال الأشقاء الذين توفوا واحدًا تلو الآخر خلال الأيام الماضية في ظروف غامضة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا جنوب مصر، ما أعاد القضية إلى واجهة الاهتمام الشعبي والإعلامي، ودفع النيابة العامة لاتخاذ خطوات جديدة للتحقيق في الحادثة المثيرة للجدل.
وجاءت وفاة فرحة أثناء تلقيها العلاج بالمستشفى، بعد نحو 10 أيام من بدء ظهور الأعراض على أشقائها، الذين عانوا من غثيان وارتفاع درجات الحرارة وتعرق وهبوط حاد عقب تناول وجبة طعام منزلية، يُرجّح أنها تضمنت “خبزًا شمسيًا”، بحسب ما صرح به عم الأطفال في وقت سابق لوسائل إعلام محلية.
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أكدت في عدة بيانات رسمية أنه لا توجد أي مؤشرات على إصابة الأشقاء الستة بأمراض معدية، نافية الشائعات التي تحدثت عن إصابتهم بالتهاب سحائي. وأوضحت الوزارة أن تحقيقاتها الميدانية والمعملية لم تسفر عن تسجيل أي أمراض وبائية أو حالات عدوى في المنطقة أو بين المخالطين، مؤكدة أن الوضع الصحي مستقر.
في ضوء ذلك، قررت النيابة العامة بديرمواس استخراج جثامين ثلاثة من الأطفال المتوفين وهم ريم (10 سنوات)، ومحمد (11 سنة)، وعمر (7 سنوات) الذين توفوا في بداية الواقعة ودُفنوا دون عرضهم على الطب الشرعي، وذلك لفحصهم والوقوف على سبب الوفاة الحقيقي.
كما استدعت النيابة كلًا من زوجة الأب ناصر محمد علي، التي كانت تقيم مع الأطفال ووالدهم، ومدير مستشفى ديرمواس، للتحقيق معهما بشأن الملابسات المحيطة بالوفاة، خاصة بعد التصريح بدفن الأطفال دون إخطار الطبيب الشرعي، والاشتباه في وجود تقصير في إسعافهم وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم.
وكانت حالات الوفاة قد بدأت مع الطفل أحمد ناصر (5 سنوات)، ثم تتابعت تباعًا لتشمل كلًا من رحمة (12 عامًا)، ثم فرحة (14 عامًا)، وسط روايات من ذويهم تشير إلى أن الأعراض ظهرت عقب تناول وجبة مشتركة.
وحتى اللحظة، لا تزال السلطات الصحية والنيابة العامة تبحث في أسباب الوفاة الغامضة التي صدمت الرأي العام المصري، في وقت تتصاعد فيه المطالبات بكشف الحقيقة ومحاسبة أي جهة قصّرت في التعامل مع القضية منذ بدايتها.