كتيبة اسبانيولا
نشر :
منذ ساعتين|
اخر تحديث :
منذ 39 دقيقة|
اسم المحرر :
محمد علي شيكس
في إطار الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، تظهر كتيبة “إسبانيولا” كأحد أبرز التشكيلات العسكرية غير التقليدية التي تضم أفرادًا سابقين في مجموعات مشجعي كرة القدم المتطرفين
هذه الوحدة، التي تأسست على يد ستانيسلاف أورلوف، تشارك في العمليات العسكرية الروسية، وتُعدّ مثالًا على كيفية تحويل الجماعات الرياضية إلى تشكيلات قتالية ضمن الصراع القائم
تُعد كتيبة “إسبانيولا” الروسية من أبرز الوحدات العسكرية غير التقليدية في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تتكون من أفراد سابقين في مجموعات مشجعي كرة القدم المتطرفين، الذين تحوّلوا إلى مقاتلين في صفوف الجيش الروسي. تأسست الكتيبة على يد ستانيسلاف أورلوف، أحد مشجعي نادي سسكا موسكو، الذي حمل لقب “الإسباني”، وهو ما ألهمه لاختيار اسم “إسبانيولا” لوحدته العسكرية.
تشكيل الكتيبة وتنظيمها
تضم الكتيبة نحو 550 مقاتلًا، موزعين على أربع وحدات رئيسية: وحدة اقتحام، وحدة استطلاع، وحدة طائرات مُسيّرة، ووحدة دفاع جوي. وقد ارتبطت في البداية بالفرقة 114 مشاة، ثم تحولت إلى كيان شبه مستقل، يعمل ضمن الشركات العسكرية الخاصة المرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، تحت إشراف شركة “ريدوت”.
الخصوصية التنظيمية والشعار
تحمل “إسبانيولا” شعارًا يتضمن اسم الوحدة بالخط الأبيض التقليدي إلى جانب مسدس “توكاريف”، ويضع أفرادها شارات جماعية تعكس انتماءهم إلى تشكيل موحد ومتماسك. الكتيبة تبرز من حيث تنظيمها وتدريبها على الانضباط والروح الجماعية، وهي خصائص تم تطويرها في أوساط جماهير كرة القدم المتشددة قبل أن تُستخدم في العمليات العسكرية.
طرق التجنيد والتمويل
تركّز الكتيبة على استقطاب العناصر من وسط مشجعي كرة القدم المتطرفين، لا سيما أولئك الذين فقدوا دورهم في الملاعب نتيجة لزيادة الرقابة على المدرجات. يتم التجنيد عبر تطبيقات مثل تليغرام وVK، حيث يتم نشر إعلانات تدعو للانضمام إلى “كتيبة الانتماء والانضباط”. وتقدم الكتيبة أجورًا مغرية تصل إلى 10,800 دولار شهريًا، مع مكافآت وتأمينات مالية تتراوح من 10,000 دولار للإصابات إلى 54,000 دولار في حالة الوفاة.
المشاركة في العمليات العسكرية
منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، شاركت “إسبانيولا” في معارك كبيرة، مثل معركة ماريوپول في 2022، والانتشار في بخموت في نهاية نفس العام، بالإضافة إلى مشاركتها في معركة أفدييفكا في 2024. وقد تميزت هذه المعارك بوجود مواجهة بين طرفين يمثلان خلفيات رياضية متشددة، مما جعلها تحمل طابعًا رمزيًا قويًا.
تحول اجتماعي وأمني
تمثل “إسبانيولا” نموذجًا جديدًا لإعادة هيكلة القوى البشرية في روسيا، حيث تم تحويل مجموعات مشجعي كرة القدم المتطرفين إلى تشكيلات عسكرية فعّالة، مما يشير إلى تحول في كيفية استخدام الدولة الروسية للمجموعات الاجتماعية التي كانت تعتبر في السابق مصدر قلق أمني داخلي.
كتيبة “إسبانيولا” ليست مجرد وحدة عسكرية، بل هي تجسيد لتحول اجتماعي وأمني في روسيا، حيث يُعاد استخدام الجماعات المهمشة سابقًا ضمن سياقات حرب غير تقليدية، مع احتمالية تأثيرات خارجية تمتد إلى مناطق أخرى في المستقبل.