المشهد المعاصر | نصائح لترشيد استهلاك الكهرباء في صيف الأردن.. المكيفات الهوائية “الحصان الأسود” في فاتورة الكهرباء

29 يوليو 2025Last Update :
المشهد المعاصر | نصائح لترشيد استهلاك الكهرباء في صيف الأردن.. المكيفات الهوائية “الحصان الأسود” في فاتورة الكهرباء

  • حمل الذروة الصيفي: تحديات كبيرة على شبكة الكهرباء في الأردن بسبب زيادة استهلاك المكيفات
  • ترشيد استهلاك الكهرباء في الصيف.. طرق مبتكرة لتخفيف الفاتورة وتجنب الضغط على الشبكة

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الأردن خلال فصل الصيف، يتجه المواطنون والمقيمون بشكل مكثف نحو استخدام المكيفات الهوائية كحل أساسي للحصول على أجواء مريحة. إلا أن هذا الإقبال يترافق مع تحدٍ كبير يتمثل في الارتفاع الحاد في قيمة فواتير الكهرباء، مما يضع عبئاً مالياً إضافياً على الأسر. ويؤكد خبراء وهيئات رسمية أن الاستخدام الأمثل والرشيد لهذه الأجهزة يمكن أن يخفض الاستهلاك بشكل كبير دون التضحية بالراحة.


حمل الذروة الصيفي: تحدي لمنظومة الكهرباء

تشهد المنظومة الكهربائية في الأردن خلال أشهر الصيف، وتحديداً في شهري يوليو وأغسطس، ارتفاعاً كبيراً في الطلب على الطاقة يصل إلى أقصى مستوياته، وهو ما يُعرف بـ “الحمل الذروي الصيفي”. وتعتبر المكيفات الهوائية المساهم الأكبر في هذا الحمل، حيث تشير تقديرات هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن إلى أن أجهزة التكييف والتبريد تستهلك ما يزيد عن 50% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنزلية خلال هذه الفترة.

هذا الطلب المرتفع لا يضغط على البنية التحتية لشبكة الكهرباء فحسب، بل يؤثر مباشرة على فاتورة المستهلك، خاصة مع تطبيق التعرفة الكهربائية المرتبطة بشرائح الاستهلاك، حيث يؤدي تجاوز استهلاك معين إلى الانتقال لشريحة سعرية أعلى، مما يضاعف من قيمة الفاتورة النهائية.

أفضل الممارسات لخفض استهلاك المكيفات

تقدم هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن و شركة الكهرباء الأردنية وخبراء الطاقة مجموعة من النصائح العملية التي تعتبر الطريقة المثلى لاستخدام أجهزة التكييف وتحقيق أقصى درجات الكفاءة بأقل تكلفة ممكنة:

ضبط درجة الحرارة على 24 درجة مئوية

تعتبر هذه الدرجة هي الحرارة المثالية التي تحقق التوازن بين الشعور بالراحة والاستهلاك المنطقي للطاقة. فبحسب الخبراء، كل درجة مئوية أقل من 24 تزيد من استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 3% إلى 5%.

الصيانة الدورية وتنظيف الفلاتر

يعد تنظيف فلاتر (مرشحات) الهواء في الوحدة الداخلية للمكيف بشكل دوري (كل أسبوعين مثلاً) من أهم خطوات الترشيد. فالأتربة المتراكمة على الفلتر تعيق تدفق الهواء وتجبر الجهاز على العمل بجهد أكبر ولفترة أطول، مما يرفع من استهلاكه للطاقة بنسبة قد تصل إلى 15%. كما يجب إجراء صيانة شاملة للجهاز على يد فني متخصص قبل بدء فصل الصيف.

إغلاق النوافذ والأبواب وسد الفتحات

لضمان عدم تسرب الهواء البارد إلى الخارج ودخول الهواء الحار إلى الداخل، يجب إحكام إغلاق جميع النوافذ والأبواب في الغرفة المراد تبريدها. كما ينصح باستخدام الستائر العازلة أو ذات الألوان الفاتحة لحجب أشعة الشمس المباشرة التي تزيد من درجة حرارة الغرفة.

اختيار الحجم المناسب للغرفة

عند شراء جهاز تكييف جديد، من الضروري اختيار جهاز ذي قدرة تتناسب مع مساحة الغرفة. فالجهاز ذو القدرة المنخفضة في غرفة كبيرة سيعمل باستمرار دون توقف، بينما الجهاز ذو القدرة العالية في غرفة صغيرة سيؤدي إلى تبريد سريع ومتكرر وهو ما يهدر الطاقة.

استخدام تقنية “الإنفيرتر” (Inverter)

تعتبر المكيفات التي تعمل بتقنية الإنفيرتر أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% مقارنة بالمكيفات التقليدية. تعمل هذه التقنية على تغيير سرعة الضاغط (الكمبريسور) بدلاً من تشغيله وإيقافه بشكل متكرر، مما يقلل من استهلاك الطاقة عند الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة.

إيقاف تشغيل المكيف عند مغادرة الغرفة

من الممارسات الخاطئة ترك المكيف يعمل في غرفة فارغة. يجب إيقاف تشغيله عند مغادرة الغرفة لفترة تزيد عن 15 دقيقة لتوفير الطاقة.

نصائح إضافية لترشيد استهلاك الكهرباء صيفاً


  • استخدام المراوح

يمكن للمراوح السقفية أو العمودية أن تساهم في تحريك الهواء وتوفير شعور بالبرودة، مما يسمح برفع درجة حرارة المكيف دون الشعور بالحر.


  • تجنب الأجهزة التي تبعث حرارة

ويفضل تقليل استخدام الأجهزة التي تولد حرارة (مثل الأفران والمكواة) خلال ساعات النهار الحارة، حيث تزيد من العبء على أجهزة التكييف.


  • التهوية الطبيعية

في ساعات الصباح الباكر أو في المساء عند انخفاض درجات الحرارة، يمكن الاعتماد على التهوية الطبيعية بفتح النوافذ بدلاً من تشغيل المكيف.

إن تبني هذه الممارسات لا يساهم فقط في خفض قيمة الفواتير الشهرية على المواطنين، بل يلعب أيضاً دوراً حيوياً في تخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية الوطنية والمساهمة في استدامة الطاقة في المملكة.

Breaking News