تشققات أرضية نتيجة زلزال
نشر :
منذ 33 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 33 دقيقة|
- علماء: الزلازل تغذّي نظامًا بيئيًا مزدهرًا في باطن الأرض
- باستخدام الكوارتز والماء.. علماء يعيدون توليد “شرارة الحياة” من الزلازل
- حياة ميكروبية خفية تحت الأرض.. الزلازل قد تشعل شرارة الحياة
في عمق الأرض، حيث يسود الظلام وتنعدم أشكال الحياة المعروفة، كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الصينيين والكنديين عن وجود نظام بيئي نابض ومزدهر، تُغذّيه القوى الجيولوجية العنيفة التي تمزق القشرة الأرضية، كالهزات الأرضية والتحركات التكتونية.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances في يوليو، سلطت الضوء على ما وصفه العلماء بـ”مولد طاقة طبيعي” يعمل في باطن الأرض، ويتمثل في تشققات الصخور الناتجة عن الزلازل. هذه التشققات تؤدي إلى تفاعلات كيميائية بين الصخور والماء، تنتج عنها مركبات حيوية مثل الهيدروجين وبيروكسيد الهيدروجين، وهي عناصر قادرة على تحفيز سلسلة من التفاعلات التي تدعم الحياة.
من خلال محاكاة مختبرية لأكثر المعادن السيليكاتية شيوعًا على كوكب الأرض — الكوارتز — لاحظ الباحثون كيف أن أنواعًا مختلفة من التشققات، سواء الناتجة عن الامتداد أو عن القصّ، قادرة على إنتاج طاقة كهربائية تصل إلى 0.82 فولت. هذه الطاقة كافية لدعم العمليات الحيوية الأساسية، مثل التي تقوم بها الميكروبات العميقة في باطن الأرض.
وتؤكد الدراسة أن هذه البيئة القاسية تستضيف نحو 95% من بدائيات النوى على كوكب الأرض، وتشكّل ما يقرب من خمس الكتلة الحيوية للكوكب، مما يعيد النظر في فهمنا لطبيعة الحياة ومكان وجودها.
الأهم من ذلك، أن هذه الآلية الطبيعية لتحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كيميائية قد لا تكون حكرًا على الأرض. يشير الباحثون إلى إمكانية وجود عمليات مشابهة على كواكب وأقمار أخرى مثل المريخ وإنسيلادوس، ما يفتح الباب واسعًا أمام فرضيات جديدة حول وجود حياة خارج كوكب الأرض.
ووسط هذا الكشف العلمي المثير، يرى العلماء أن باطن الأرض ليس مجرد طبقة صخرية صمّاء، بل شبكة طاقة خفية تُغذّي الحياة وتدفع بعجلة التطور البيولوجي والكيميائي منذ نشأة الكوكب — وربما أبعد من ذلك.