سيدة ترتدي الرداء الاسود
نشر :
منذ 35 دقيقة|
- بدأت محاكمتها مؤخراً في محكمة الثورة بمدينة ساري
كشفت السلطات الإيرانية عن تفاصيل إحدى أكثر قضايا القتل تعقيداً وغموضاً في تاريخها الحديث، بطلتها سيدة تُدعى كلثوم أكبري (58 عاماً)، والتي أُطلق عليها لقب “الأرملة السوداء”، بعد اعترافها بقتل 11 من أزواجها على مدار 22 عاماً بهدف الاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم.
وقد هزت القضية الرأي العام الإيراني نظراً للهدوء والاحترافية التي نفذت بها أكبري جرائمها منذ عام 2001، دون أن تترك أثراً يثير الشبهات، مما سمح لها بالإفلات من العدالة لعقدين من الزمن.
طريقة شيطانية لقتل “طبيعي”
وفقاً لتحقيقات الشرطة واعترافات المتهمة، كانت كلثوم تتبع أسلوباً منهجياً ومدروساً لاختيار ضحاياها وتنفيذ جرائمها. فقد كانت تستهدف الرجال المسنين والأثرياء الذين يعيشون بمفردهم، وتتزوج منهم بعد التأكد من وضعهم المالي.
وبعد الزواج، كانت تقدم نفسها كزوجة حنونة ومهتمة بصحة زوجها، لتبدأ في تنفيذ خطتها القاتلة ببطء. وبحسب ما ذكرته صحيفة “هفت صبح” الإيرانية، كانت تقوم بإذابة أدوية خاصة بمرضى السكري أو الضغط في مشروباتهم، مع زيادة الجرعات بشكل تدريجي حتى لا تظهر الأعراض بشكل مفاجئ.
وعندما كانت صحة الضحية تتدهور، كانت تنقله إلى المستشفى لإبعاد الشبهات، ثم تعاود تسميمه بهدوء حتى يتوفى، مما يجعل الوفاة تبدو طبيعية تماماً نظراً لكبر سن الضحايا وحالتهم الصحية المتردية.
كيف سقطت “الأرملة السوداء”؟
ظلت جرائم كلثوم أكبري طي الكتمان حتى عام 2023، عندما توفي آخر أزواجها، وهو رجل مسن يدعى غلام رضا بابايي.
شكوك عائلة الضحية، خاصة بعد أن كان قد عبر لهم عن ريبته من تصرفات زوجته الجديدة، دفعتهم إلى تقديم بلاغ رسمي للشرطة، مما أدى إلى فتح تحقيق شامل كان بمثابة طرف الخيط الذي كشف عن سلسلة الجرائم المروعة.
وخلال التحقيقات، انهارت كلثوم واعترفت بقتل 11 زوجاً بالإضافة إلى محاولة قتل فاشلة.
أكثر من 37 زواجاً وعدد ضحايا قد يرتفع
تشير التحقيقات إلى أن عدد ضحاياها قد يتجاوز ما اعترفت به، حيث تبين أنها عقدت 19 زواجاً دائماً و 18 زواجاً مؤقتاً (زواج المتعة)، وتوفي جميع أزواجها في ظروف غامضة.
وقد بدأت محاكمتها مؤخراً في محكمة الثورة بمدينة ساري، حيث يطالب أهالي الضحايا، الذين تجاوز عددهم 45 مدعياً، بتوقيع عقوبة الإعدام بحقها.
وقد رفضت المحكمة طلب محامي الدفاع بإجراء فحص نفسي لموكلته، مؤكدة أن دقة التخطيط واختيار الأدوية بعناية يثبتان أن سلوكها كان جنائياً ومدروساً وليس ناتجاً عن أي اختلال عقلي