- ادة تفعيل برنامج خدمة العلم (التجنيد العسكري الإلزامي) في الأردن
أعلن ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم (التجنيد العسكري الإلزامي) في الأردن، في خطوة استراتيجية وطنية من المقرر أن يبدأ العمل بها مطلع عام 2026.
وتهدف هذه العودة، بحسب سموه، إلى ضرورة “تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه”.
الحكومة تبدأ بالإجراءات التنفيذية
فور إعلان سمو ولي العهد، بدأت الحكومة بالإجراءات التنفيذية والتشريعية اللازمة.
وأعلن رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، أن الحكومة ستخصص مبالغ مالية من بند النفقات الطارئة في الموازنة العامة لهذا العام، بهدف البدء فوراً في التجهيز للبرنامج.
كما أكد أن الحكومة سترسل بصفة الاستعجال مشروع قانون معدّل لقانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية إلى البرلمان فور انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة.
تفاصيل البرنامج الجديد وآلية التنفيذ
ستتولى القوات المسلحة الأردنية تنفيذ البرنامج الذي سينقسم إلى مسارين رئيسيين:
المسار العسكري: ويشمل تدريبات بدنية، ومهارات ميدانية، وتدريباً على الأسلحة الخفيفة، والانضباط العسكري.
المسار النظري المعرفي: ويقدمه ضباط ومختصون، ويتناول التاريخ الوطني، والإرشاد المهني المرتبط باحتياجات سوق العمل.
وسيستهدف البرنامج في مرحلته الأولى 6 آلاف شاب، ليرتفع العدد إلى 10 آلاف شاب في المرحلة الثانية. وسيكون المكلفون المستهدفون في البداية هم الذكور من مواليد عام 2007 ممن أتموا 18 عاماً بحلول الأول من يناير/كانون الثاني 2026.
وسيتم تخصيص راتب شهري لكل مكلف بقيمة 100 دينار.
وأكد مدير الإعلام العسكري، العميد مصطفى الحياري، أن أول دورة في البرنامج ستبدأ في الأول من شباط عام 2026، وستُعقد ثلاث دورات سنوياً، مدة كل منها ثلاثة أشهر.
آلية الاختيار والعقوبات
أوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أن آلية الاختيار ستكون إلكترونية بالكامل وتعتمد على أسلوب السحب الإحصائي المحايد والعشوائي، مؤكداً أنه “لا استثناءات لأحد” تنفيذاً لتوجيهات ولي العهد.
وحذر العميد الحياري من أن المتخلفين عن الخدمة سيواجهون عقوبة السجن من 3 أشهر إلى سنة، وبعدها يعودون لأداء الخدمة. وسيتم إعفاء أو تأجيل حالات محددة لأسباب تتعلق باللياقة الصحية، أو الإقامة خارج البلاد، أو الدراسة الجامعية على نظام السنوات.
السياق والتوقيت
ربط العديد من المحللين بين توقيت هذا الإعلان والتصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو حول مشروع ما يسمى بـ “إسرائيل الكبرى”.
إلا أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أوضح أن العمل على هذا البرنامج جارٍ منذ نحو عام وليس وليد اللحظة، وأن أهدافه واضحة وتتمثل في “خدمة الوطن والدفاع عنه والجاهزية لمختلف التحديات”.
وأضاف المومني أن “سلوك اليمين المتطرف في كيان الاحتلال بالتقليل من فرص حل الدولتين هو مساس مباشر بمصالح الدول والاستقرار الإقليمي”.
التجنيد الإلزامي حول العالم: نماذج متباينة
تختلف سياسات التجنيد الإلزامي بشكل كبير بين الدول، وتعكس ظروفها الجيوسياسية والثقافية.
كوريا الجنوبية: تفرض نظاماً صارماً للخدمة العسكرية يتراوح بين 21 و 24 شهراً على جميع الذكور القادرين.
كيان الاحتلال: الخدمة العسكرية إلزامية للرجال (32 شهراً) والنساء (24 شهراً).
مصر: التجنيد إلزامي للذكور لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وتُخفض لخريجي الجامعات.
تركيا: تم تخفيض مدة الخدمة الإلزامية إلى 6 أشهر، مع إتاحة خيار دفع بدل مادي.
كوريا الشمالية: تعتبر صاحبة أطول خدمة عسكرية إلزامية في العالم، حيث تمتد إلى 10 سنوات للرجال و 7 سنوات للنساء.