المعلم شعبان صالح عرام عوض
نشر :
منذ 23 دقيقة|
اسم المحرر :
صالح الفرجات
- وفاة المعلم شعبان صالح عرام عوض بعد نصف قرن من العطاء في تدريس اللغة الإنجليزية بمادبا
نعى العشرات من أبناء مادبا اليوم المعلم شعبان صالح عرام عوض، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز 80 عامًا، أمضى منها نصف قرن في تدريس اللغة الإنجليزية.
واحتلت صفحات العشرات من طلابه على منصات التواصل الاجتماعي ألوان الحزن، معبرة عن الأسى لفقدان المربي الفاضل شعبان، في مؤشر واضح على الأثر الطيب الذي تركه في المجتمع المادباوي. وشارك المئات من طلابه وتلاميذه والمواطنين في تشييع الجنازة إلى مثواه الأخير.
واستذكر عدد من طلابه مناقبه، ومن بينهم المعلم أيمن أبو تيينة، في السابعة والأربعين من عمره، الذي قال: “بداية، رحم الله أستاذي الفاضل شعبان، لقد كان معلماً فذاً وينقل خبراته التعليمية للطلاب بسلاسة”.
وأضاف تيينة: “تعلمنا منه الكثير، وها أنا اليوم معلماً في ميادين الفخر والتربية، وأدركت جيداً حجم الرسالة التي حملها. تخرج على يديه جيل بعد جيل، وتعلم على يديه آلاف من المعلمين والمهندسين والأطباء. هنيئًا لك، معلمي، 50 عامًا من العطاء، رحمك الله وأدخلك الفردوس الأعلى.”
كما قال المهندس خضر أبو ناب، مشرف شبكات كمبيوتر في وزارة المالية: “الأستاذ شعبان عوض معلمي وقدوتنا جميعًا نعتز به، جمع بين هيبة المعلم وحنان الأب، وبين علم نافع وأخلاق ناصعة. في مدرسة ذكور مادبا الوكالة كان صوته يحمل هيبة العلم، وابتسامته تخفي محبة أبناءه للتسلح بالعلم. علّم أجيالًا ما بين السطور، وبث فيهم روح الانتماء، لا للمدرسة فقط، بل للمخيم والوطن والقضية.
واستذكر أبو ناب قائلا: كان يرى في التعليم رسالة، وفي كل طالب مشروع إنسان، لا يكتفي بالشرح بل يربّي ويهذب، كأن كل تلميذ هو ابنه. كان مشاركًا في كل المناسبات، لا يطلب شكرًا ولا ينتظر مقابلًا، فقط يعمل بإخلاص. كان واحدًا من رجالات المخيم الذين بنوا جدرانه بالكرامة، وسقوه بالصبر، وحملوا قضيته كأنها نبض قلوبهم. غاب الأستاذ شعبان عن الدنيا، لكن سيرته لم تغب، وبقي اسمه يُذكر في عقولنا وقلوبنا، وفي وجدان كل من عرفه أو سمع عنه. رحمك الله يا أستاذنا، يا من كنت للأخلاق قدوة، وللمخيم ضوءًا لا ينطفئ.”
ومن جانبه، عبر محمد العضيدي، في الحادي والأربعين من عمره، عن شعوره بفقدان الأب قبل المعلم، قائلاً: “رحمك الله أستاذنا الغالي شعبان صالح عرام عوض. أيام المدرسة لا تُنسى، كنت لنا أبًا قبل أن تكون معلماً، تصبر علينا وتفرح لنجاحنا كما لو أنك أنت الذي نجحت. كنت تزرع فينا الأخلاق قبل العلم، وتضحكتك الصافية ولسانك الطيب لا يزال حيًا في قلوبنا. وداعًا يا مربي الأجيال، رحلت عن الدنيا لكن أثرك باقٍ فينا بكل كلمة علمتنا إياها وبكل دعوة دعيتها لنا. الله يجعل مثواك الجنة ويجمعنا فيك على خير.”