نشر :
منذ 9 دقائق|
- الفاشر تحت النار.. تجدد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوبي المدينة
اندلعت مجدداً اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، فجر السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأطراف الجنوبية لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتأتي هذه المواجهات في سياق محاولات مستمرة من قبل قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة التي تعد آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الواسع.
وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية وأصوات تبادل لإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المحاصرين داخل المدينة، والذين يعانون أصلاً من أوضاع إنسانية كارثية.
وأكدت مصادر محلية أن أعمدة الدخان الكثيف شوهدت تتصاعد من مناطق الاشتباكات.
كر وفر والجيش يعلن صد الهجوم
صرح مصدر عسكري بأن قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة المتحالفة معه تمكنت من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع فجر اليوم، مكبدة إياها “خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.
من جانبها، بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة عبر منصاتها الإعلامية، زعمت فيها تحقيق تقدم في محيط “الفرقة السادسة مشاة” التابعة للجيش، مؤكدة استمرار عملياتها للسيطرة على المدينة بشكل كامل.
وتعد الفاشر ذات أهمية استراتيجية بالغة للطرفين، حيث تمثل مركز العمليات الإنسانية الرئيسي في دارفور، وتأوي مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق أخرى بالإقليم.
أزمة إنسانية متفاقمة ونداءات دولية
تتزامن هذه المعارك مع تدهور حاد في الوضع الإنساني داخل الفاشر. فقد حذرت منظمات أممية ودولية من أن الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر يهدد حياة أكثر من نصف مليون مدني بخطر المجاعة والمرض، حيث انقطعت سبل وصول المساعدات الغذائية والطبية.
ووفقًا لتقارير حقوقية، أسفرت المعارك في الفاشر خلال الأسابيع القليلة الماضية عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف العشوائي الذي يطال الأحياء السكنية ومخيمات النازحين، مثل مخيم “أبو شوك”.
وتتزايد الدعوات الدولية للطرفين بضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وتأمين ممرات آمنة للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.