المشهد المعاصر | السير تحذر مع بدء العام الدراسي: “النقل العشوائي” للمدارس.. قنابل موقوتة تهدد سلامة الطلاب

• “النقل العشوائي” للمدارس.. قنابل موقوتة تهدد سلامة الطلاب

مع عودة آلاف الطلبة إلى مقاعد الدراسة إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد، تتجدد المخاوف من ظاهرة النقل العشوائي والخطير للطلاب عبر مركبات خاصة غير مرخصة، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم في ظل غياب أبسط معايير السلامة العامة.

مخاطر متعددة في رحلة يومية

تنتشر في محيط المدارس صباحًا وبعد الظهر مركبات خاصة غير مخصصة للنقل المدرسي، يقوم سائقوها بنقل الطلاب مقابل أجر. وتكمن خطورة هذه الممارسة في عدة جوانب، أبرزها:

غياب الترخيص والتأهيل: معظم هذه المركبات غير مؤهلة فنيًا لنقل الركاب بشكل آمن، ولا تخضع للفحص الدوري المخصص لمركبات النقل العام والمدرسي.

الحمولة الزائدة: يتم تحميل أعداد كبيرة من الطلاب تفوق السعة الاستيعابية للمركبة، حيث يُكدَّس الأطفال في المقاعد، وفي كثير من الأحيان يتم وضعهم في الصندوق الخلفي للمركبة، وهي ممارسة بالغة الخطورة.

انعدام تجهيزات السلامة: تفتقر هذه المركبات إلى تجهيزات السلامة الضرورية مثل مطافئ الحريق، وحقائب الإسعافات الأولية، ومخارج الطوارئ، بالإضافة إلى عدم ملاءمة مقاعدها وأحزمة الأمان للأطفال.

مسؤولية مشتركة بين الأهل والجهات الرقابية

يؤكد خبراء في السلامة المرورية أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تضافر الجهود من عدة جهات.

فمن ناحية، تقع على عاتق أولياء الأمور مسؤولية عدم التساهل والرضوخ لهذه الوسائل الخطرة، وإعطاء الأولوية لسلامة أبنائهم على حساب الكلفة المادية أو سهولة الوصول.

ومن ناحية أخرى، يُطالب المعنيون الجهات الرقابية، وعلى رأسها إدارات السير في مديرية الأمن العام، بتشديد حملاتها على هذه المركبات المخالفة، وتطبيق أقصى العقوبات بحق سائقيها لردعهم عن تعريض حياة الأطفال للخطر.

 دعوات لتشديد الرقابة وتكثيف التوعية

تتعالى الأصوات مع بداية كل عام دراسي لضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، عبر مسارين متوازيين: الأول هو التطبيق الحازم للقانون في الميدان، والثاني هو إطلاق حملات توعية مكثفة تستهدف الأهالي والمدارس لبيان المخاطر المترتبة على النقل العشوائي وتشجيعهم على اعتماد وسائل النقل المدرسية المرخصة والآمنة.