ديناصوات طائرة منقرضة
نشر :
منذ 55 دقيقة|
اخر تحديث :
منذ 28 دقيقة|
- دراسة علمية قدمت أدلة قوية ترجح أن ديناصورين طائرين، لم يتجاوز عمرهما بضعة أسابيع، لقيا حتفهما بشكل مروع قبل حوالي 150 مليون
كشفت دراسة علمية حديثة الستار عن فصل مأساوي من فصول العصر الجوراسي، حيث قدمت أدلة قوية ترجح أن ديناصورين طائرين، لم يتجاوز عمرهما بضعة أسابيع، لقيا حتفهما بشكل مروع قبل حوالي 150 مليون عام في جنوب ألمانيا، ليس بسبب افتراس أو مرض، بل نتيجة عنف الطبيعة الذي حطم أجنحتهما الهشة.
وفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة “Current Biology”، قاد فريق من العلماء البريطانيين من جامعة ليستر، بقيادة الباحث روبرت سميث، تحقيقًا دقيقًا في أحفورتين لديناصورين من نوع “تيروداكتيلوس”. أظهرت النتائج وجود كسور غير عادية في عظم العضد في جناحي الكائنين الصغيرين، اللذين أُطلق عليهما اسما “لاكي” و “لاكي 2”.
وأوضحت الدراسة أن هذه الكسور لم تكن ناتجة عن اصطدام بسطح صلب، بل تشير إلى تعرضهما لقوة دوران عنيفة. يرجح العلماء أن عاصفة استوائية عاتية، بهبات رياحها القوية، هي التي أمسكت بالصغيرين، اللذين لم يتجاوز طول جناحيهما 20 سنتيمترًا، وكسرت أجنحتهما في الهواء. انكسر الجناح الأيسر لأحدهما والأيمن للآخر، مما أفقدهما القدرة على الطيران فورًا.
بعد تحطم أجنحتهما، سقط الديناصورين الصغيران، اللذان وصفتهما الدراسة بأنهما “أرق وأصغر من فأر”، في بحيرة ضحلة كانت جزءًا من البحر الاستوائي الممتد عبر جنوب ألمانيا خلال العصر الجوراسي. وبسبب العاصفة نفسها، ثارت رواسب الطين الكلسي الناعمة في قاع البحيرة، وسرعان ما غطت جثتيهما الصغيرتين، مما أدى إلى حفظهما بشكل استثنائي لملايين السنين.
تم العثور على هاتين الأحفورتين، إلى جانب المئات من أحافير الديناصورين الأخرى، في ألواح الحجر الجيري الشهيرة عالميًا بالقرب من “زولنهوفن” في ولاية بافاريا الألمانية. ويشير الباحثون إلى أن معظم الأحافير المكتشفة في هذه المنطقة تعود لتيروصورات صغيرة جدًا في الحجم والعمر ومحفوظة بشكل ممتاز.
وتقدم هذه النتائج تفسيرًا محتملًا لغز “غياب الديناصورين الأكبر سنًا” من السجل الأحفوري في هذه المنطقة؛ فالكائنات الأصغر والأضعف كانت أكثر عرضة لمثل هذه الحوادث الطبيعية، كما أن حجمها الصغير ساهم في سرعة دفنها وحفظها، مما يمنحنا اليوم نافذة نادرة على المخاطر التي واجهتها هذه الكائنات في مراحل حياتها الأولى.