المشهد المعاصر | “دخلت باسم الإنسانية”.. الطبيب الأسير حسام أبو صفية يواجه رسالة من سجون الاحتلال

4 ساعات agoLast Update :
المشهد المعاصر | “دخلت باسم الإنسانية”.. الطبيب الأسير حسام أبو صفية يواجه رسالة من سجون الاحتلال

ارشيفية..الدكتور حسام أبو صفية بالمعتقل

1

Image 1 from gallery

نشر :  

منذ 23 دقيقة|

  • أبو صفية يواجه إهمالاً طبياً حاداً، حيث خسر أكثر من 30 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وتفاقم إصابات سابقة بشظايا

“دخلت باسم الإنسانية وسوف أخرج باسم الإنسانية”.. بهذه الكلمات لخص الطبيب الفلسطيني الأسير حسام أبو صفية (52 عاماً) معاناته داخل سجن “عوفر”، في رسالة تكشف حجم الانتهاكات والإهمال الطبي الذي يتعرض له وآلاف الأسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال. ويعاني أبو صفية، الذي اعتقل أثناء علاجه للجرحى، من تدهور صحي خطير يهدد حياته، في قضية تسلط الضوء على استهداف الكوادر الطبية وظروف الاعتقال اللاإنسانية.


من علاج الجرحى إلى التعذيب والإهمال الطبي

نقلت محامية الطبيب أبو صفية، غيد قاسم، تفاصيل مروعة عن وضعه الصحي. فالطبيب الذي واصل عمله الإنساني حتى لحظة اعتقاله، يواجه اليوم إهمالاً طبياً حاداً، حيث خسر أكثر من 30 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وتفاقم إصابات سابقة بشظايا.

وأكدت قاسم أن تدهور حالته بدأ بشكل خطير بعد خضوعه لتحقيق عنيف في معتقل “سديه تيمان” الصحراوي، حيث تعرض لضرب مبرح تسبب في كسر أربع عضلات واضطرابات في القلب. وتفاقمت معاناته مع تفشي مرض الجرب مؤخراً في سجن عوفر وإصابته به، في ظل ظروف احتجاز قاسية تشمل الحرمان من الشمس، سوء التغذية، العزل، والتقييد المستمر. وأشارت المحامية إلى أن إدارة السجون تراقب لقاءاتهما وتمارس ضغوطاً عليه بسبب تصريحاتها الإعلامية.

قانون “المقاتل غير الشرعي”: غطاء لانتهاكات ممنهجة

ويُحتجز الطبيب أبو صفية بموجب أمر يصنفه كـ “مقاتل غير شرعي”، وهو تعديل قانوني يستخدمه الاحتلال ضد أسرى غزة بشكل خاص. وأوضحت أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، أن هذا القانون يتيح تمديد اعتقال أسرى غزة بشكل تلقائي في جلسات شكلية دون حضورهم أو تمكين محاميهم من الاطلاع على ملفاتهم.

وبحسب محاميته، ينتهي أمر الاعتقال الصادر بحق أبو صفية في 12 أيلول/سبتمبر الجاري، ويبقى مصيره غامضاً بين إمكانية تمديد اعتقاله أو الإفراج عنه.

استهداف الكوادر الطبية.. ضرب للمنظومة الصحية

واعتبرت سراحنة أن معاناة أبو صفية تعكس صورة عامة لأوضاع أسرى غزة، وأن استهدافه “مضاعف” كونه طبيباً كان له دور بارز في إنقاذ الجرحى. وأكدت أن اعتقال الأطباء والطواقم الطبية يمثل محاولة من الاحتلال لضرب المنظومة الصحية الفلسطينية وحرمان المجتمع من كوادره في خضم الكارثة الإنسانية.

وبينت أن آلاف الأسرى يعانون من أمراض مختلفة نتيجة التعذيب والإهمال، بينما استشهد ما لا يقل عن 46 أسيراً من غزة داخل السجون منذ بداية الحرب، مع تقديرات بأن العدد الفعلي أعلى.

مناشدات حقوقية في ظل صمت دولي

واختتمت سراحنة بالتأكيد على أن ما يجري داخل السجون هو “امتداد لجرائم الإبادة في غزة”، محذرة من صمت المؤسسات الدولية التي تكتفي ببيانات عامة دون أي تحرك فعلي. وتأتي هذه الانتهاكات في سياق حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 226 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومأساة إنسانية غير مسبوقة.

Breaking News